لا عجب أن الله يعذب الأشرار بالنار
المحامية غدير شابسوغ
14-07-2020 01:34 PM
إن التطور في اساليب الحياة البشرية على مر العصور أتبَعه تطور شمل جميع مجالات الحياة بما فيها العبادات. فلو مررنا بجميع العصور القديمة ووقفنا عند العصر الحجري مثلاً لوجدنا من يعبد الحجارة والنار والشمس وكل مظاهر القوة والصلابة، ولو اخذنا بعين الاعتبار أن الانسان بغريزته يبحث عن قوى غير بشرية يلتجيء اليها وقت الشدة والأزمات لوجدنا أن معظم شعوب الارض تاهت في رحلة بحثها عن الخالق، فأرسل الله رسله لتوجيه البشرية نحو عبادة الله وحده وفعل الخيرات.
قديماً عبدت النار ككتلة واحدة وكذالك الشمس إلا أن التطور المعرفي لدى الانسان وبناء الحضارات كان بناءاً على علوم تراكمية انتقلت من حضارة إلى أخرى، وعلى مر الأزمنه والعصور كانت المخطوطات العلمية والكتب التي بنيت عليها الحضارات تسرق في بداية الحروب ثم تحرق المكتبات وتدمر المدن ويقتل العلماء حتى يحرم اصحاب هذه المدن والحضارات من العلم والمعرفه ليستأثر بها العدو في بناء حضارة تفوق الحضارات القائمة.
وفي خضم هذه المعارك والحروب التي تستأثر بخيرات الحضارات الأخرى وعلومها بشقيها النافع والضار تطورت العلوم الضارة بشكل أكبر من العلوم النافعة للبشرية ونشأت الاختراعات الحربية وازدهرت العلوم التقنية والاسلحة الحربية ويات امتلاكها رمز للقوة والحضارة والتقدم العلمي، وغدت الترسانة النووية مبتغى الدول المتحضرة ورمز القوة والمناعة. ولا عاصم اليوم إلا الأسلحة النووية والهيدروجينية. لقد اضحت هذه القنابل بمثابة آلهة تلتجيء اليها الحكومات والدول وتتنافس في أعدادها وشدة قوتها التدميرية.
النار التي التجأت اليها شعوب ما قبل التاريخ وقدستها هي نفس النار التي تلتجىىء اليها الدول العظمى الآن مع بعض التعديلات والتحديثات في شدتها وقوتها وكفاءتها. تلك الشعوب التي ترى في النار ملجأ وملاذاً وحمايةً لها هي شعوب قدست النار وأنشأت حضارتها استناداً على مبدأ الانشطار لإخراج النيران منها هي حضارة تقوم على أُسس التدمير والتخريب لا على أساس النفع المحض للبشرية وهي حضارة تتبع منهج الشر أكثر من الخير.
نحن نقر بأن إبليس مخلوق من النار فهل كان لإبليس دور أساسي في تعليم وتطوير العلوم النارية على مر الأزمنة والحضارات! وهل ساهم في إلحاق أضرار متعدية الأثر على كوكب الارض وبطريقة ممنهجة ليتم العبث في ذرات المادة وجينات البشر والإبادات الجماعية ودمار القشرة الارضية والمحيطات والبحار وتدمير الغلاف الجوي!. كل ذلك دون أن يسير العلم النافع نفعاً محضاً للبشرية بشكل مواز.ٍ مع العلم الضار لإعادة إصلاح وترميم أي دمار شامل تسببت به النيران. فلا عجب أن الله يعذب شرار خلقه بالنار.