مدير الجمارك غير قابل للضغط
د.مهند مبيضين
14-07-2020 12:03 AM
سألت عطوفة مدير عام الجمارك اللواء د. عبد المجيد الرحامنه، عن انجازات دائرة الجمارك في زمن كورونا، وتحدث الرجل عن سياسات تطوير كبيرة، وعن سعي حثيث للتحديث، وعن ضرورة انبات جيل جديد من الموظفين من أبناء الجهاز ليعنوا فيه حسب الأصول، ولا يكونوا منتدبين من الاجهزة الامنية التي لها كل التقدير.
حديث الرجل المقتنع بفلسفة العمل المرن واهمية الجمارك كان واضحا في برنامج هذا المساء أول أمس على شاشة التلفزيون الأردني، وليس المقال هنا لإعادة المضمون، بل لأن الباشا حين سألته عن ضغوط قد تمارس عليه في عمله، قال: «أنا غير قابل للضغط»، وهذه الثقة ناتجة من شرف الخلق الذي يحمله والمروءة، والخبرة المكتسبة في خدمة الجيش العربي.
غير قابل للضغط، معناها ان الجهاز محصن، وان المؤسسة إذا كان رئيسها قويا تكون كلها قوية، وان الموظف يضعف ويرتشي إذا كان رئيسه ضعيفا، وقد قال رب البرية في محكم تنزيله: «إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِين». فالقوة قبل الأمانة.
نعم الجمارك مؤسسة راسخة تعود لبدايات الدولة، وقد رافقت مراحل تطورها، وكانت من خيرة مؤسسات الدولة، وفيها من الخبرات الكبيرة، ونحن اليوم نشهد انتقالها إلى زمن الرقمنة والتحديث المؤسسي.
ويكشف مدير الجمارك عن انخفاض التهريب الجمركي، ولكنه لا ينفي انهاءها، وهذا أمر طبيعي، وفي كل العالم التهريب موجود، لكن اللافت هو انخفاض تهريب الدخان، وتراجعه إلى مستويات ممتازة.
حسب مدير عام الجمارك، السيارات لن يتغير جمركها، وتوحيد المعاملات عبر بوابة واحدة اسهم في تجاوز الكثير من التحديات وتقليص العامل الزمني، والغاضبون بسبب تأخير معاملاتهم هم قلة، ومن يقدم معلومات صحيحة عن بضاعته المشحونة من أي دولة في العالم، يستطيع التخليص المبكر على بضاعته بإرادته، فله ذلك مع اشتراط الصدقية والثقة في العمل التشاركي.
إن مؤسسة الجمارك التي أسست مع قيام الدولة باسم إدارة المكوس والجمارك، فيها أكثر من ثلاثة آلاف موظف، موزعين على المراكز الحدودية، ويعملون في ظروف احياناً لا تكون سهلة، ويتعرض جزء من الموظفين للمخاطر في مطاردة المهربين، لكنهم مع ذلك كله ماضون في العمل في سبيل الوطن.
الدستور