مرحلة التعافي حصيلة جهود وطنية مخلصة
محمد الطراونة
13-07-2020 12:26 AM
يحق لنا أن نفاخر ونباهي بالنجاحات التي حققها وطننا في مجال التصدي لوباء فيروس كورونا اللعين، إذ أن الأردن من أوائل الدول، بل في مقدمة دول العالم التي تعاملت مع الجائحة باحترافية وكفاءة عالية، وأصبحت التجربة الأردنية مطلوبة من دول عديدة لنجاعتها وتميزها، لذاك مطلوب البناء على هذه التجربة في التعامل مع مختلف الشؤون الوطنية، وأن يكون المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات والذي انشئ وفق رؤية ملكية ثاقبة وبعيدة النظر هو قاعدة الانطلاق في التعامل مع الأحداث المهمة التي تتطلب تنسيقا وشراكة بين مختلف أجهزة الدولة..
من هنا جاءت بشائر الخير والفرح لتعيد الأمل والتفاؤل إلى النفوس بعد أشهر من الضيق والعسر، إنها الإدارة الأردنية الحكيمة الواعية وهي رأس المال الحقيقي وثروتنا التي نفاخر بها الدنيا، إنها المبادرة الملكية الخلاقة، حين بادر جلالة الملك عبدالله الثاني لدعوة كل القيادات العسكرية والمدنية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات من أجل اتخاذ الاجراءات الاحترازية المستعجلة لمواجهة تمدد هذا الوباء اللعين، ومن هنا انطلقت الإجراءات الحكومية، فاغلقت المنافذ البرية والجوية وأغلقت المساجد والكنائس وتم تعطيل المدارس والجامعات والدوائر والمؤسسات الحكومية، وفرض منع التجول الشامل والجزئي، هي إجراءات قاسية وصعبة، كانت الدولة مضطرة لاتخاذها، وهي إجراءات وقائية جاءت في وقت مبكر جنبت الوطن والمواطن ويلات وتداعيات هذا الوباء الخطير، في حين عانت دول وشعوب آخرى الويلات وفقدت السيطرة لتأخرها في اتخاذ مثل هذه الإجراءات، فكان الأردن والحمد لله من أقل الدول في الوفيات وعدد الإصابات وأكثرها إنجازا في حالات الشفاء، كل هذه الاجراءات تحملها المواطن على قساوتها، وما سببته من ضيق ومعاناة، بصدر رحب لأنه اعتبرها كالدواء المر، الذي تأتي نتائجه الشفاء العاجل، وتآلقت قواتنا المسلحة وأجهزتنا الامنية في أبهى صورها، وحملت لواء حماية الوطن والمواطن، وإعطاء الأولوية للجانب الصحي، وطبقت التعليمات وأوامر الدفاع بكل حزم ودقة، وكانت محل ترحيب وتقدير أبناء الوطن، ومبعث الأمل في النفوس، لتجاوز هذه المحنة، وحظيت بإجماع وطني في تقدير دورها وحسن تعاملها، وتألقت الكوادر الطبية والصحية الجيش الأبيض الخط الأول في الدفاع عن صحة المواطنين، وعملت بكل تناغم وتعاون وبأعلى مستويات التنسيق، أجهزة الدولة توحدت كلها في جهد وطني مشترك كان ميدانه المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات وخلية الأزمة، مما حال دون تبعثر الجهود وضياعها، فظهرت القرارات على شكل لوحة وطنية مشرفة، وبذلت أجهزة الدولة أقصى ما لديها من جهد من اجل إدامة تقديم الخدمات للمواطنين على الرغم من إجراءات الحظر المشدده، وظهر التعاون والتكاتف الوطني بأبهى صوره من خلال فزعة الأردنيين في مبادرة همة وطن وصناديق الخير لمساعدة من لا مورد له أو تعطل عمله بسبب الحظر وهي مسؤولية وطنية تجلت بشكل يدعو إلى الفخر والاعتزاز، اما الملف الاعلامي فقد تمت إدارته بكل حكمة ومهنية واقتدار وكفاءة، أساسها المصارحة والمكاشفة وإظهار الحقائق، وتقديم المعلومة الدقيقة والصحيحة بدون إبطاء أو تأخير، أو إخفاء، مما مكن المؤسسات الإعلامية والصحفية ومنسوبيها، من القيام بواجبهم الوطني على خير وجه وتناغمت جميعها رسمية وخاصة في جهد وطني مشترك شكل مشهدا وطنيا يجب البناء عليه، بشكل وضع حدا للاشاعة بل وحاصرها في مهدها، ومارست وسائل الإعلام على مختلف أنواعها وتعددها، دورها الإيجابي في التوعية والتثقيف، مما سهل تطبيق التعليمات والإجراءات التي اتخذتها الجهات المعنية، كل هذه الجهود أثمرت والحمد لله في محاصرة هذا الوباء واحتوائه ووقف انتشاره وتعافى الوطن وعادت الحياة اليومية إلى طبيعتها، إلا في أجزاء متفرقة هنا وهناك نأمل أن تعود إلى طبيعتها وها هي والحمد لله شدة وتزول كما بشرنا جلالة سيدنا، عاد معها المصلون إلى مساجدهم وكنائسهم، وحتى نحافظ على ما تحقق فإن الأمل معقود على المواطنين في مواصلة التعاون والتجاوب والتقيد بإجراءات الصحة والسلامة العامة، حتى تكتمل الفرحة وينعم الوطن بمرحلة التعافي الكامل بإذن الله، فما دام الوباء موجودا في دول أخرى فعلينا أخذ كل الاحتياطات اللازمة لتجنب عودته مرة أخرى.
الرأي