الطالب بين المطرقة والسندان
خولة كامل الكردي
12-07-2020 09:56 AM
لقد فرض وباء كورونا نفسه على جميع القطاعات في العالم، وباتت العديد من المنظمات الصحية تتوقع بقاءه فترة أطول، وصارت آثاره تتضح تدريجياً بشكل خاص على القطاع الاقتصادي والتعليمي والصحي ، والخسائر الناجمة عن الإجراءات التي فرضتها الدول كانت كبيرة، مما دفع بحكومات تلك الدول للتسابق للحد من النتائج السلبية لوباء كورونا بأي شكل من الأشكال.
ولا يخفى على أحد الأثر البالغ الذي أصاب العملية التعليمية نتيجة أزمة كورونا، لذلك اعتمدت الدول التعليم عن بعد كوسيلة لاستمرارية تلقي الطالب دروسه وضمانا لمستقبله العلمي.ونحن في الاردن وفي وزارة التربية والتعليم و وزارة التعليم العالي، سارعت إلى وضع خطة هدفها الأول الحفاظ على ديمومة العملية التعليمية وامتصاص آثار أزمة كورونا باعتماد نظام التعليم عن بعد، وذلك ليتسنى للطالب إكمال عامه الدراسي من غير أن يتأثر بتوابع وباء كورونا، وبما يمكنه من التفاعل الإيجابي مع معلمه ودروسه.وقد ظهر في الآونة الأخيرة جدل في كيفية احتساب علامات الطالب، والآلية المتبعة في وضع الامتحان النهائي لطلبة الثانوية العامة بحيث يراعي الظروف الراهنة، فلا يبخس الطالب حقه وبنفس الوقت الارتقاء بمستواه التعليمي وحمايته أولا وآخرا من فيروس كورونا، أضف إلى ذلك النقاش الدائر بخصوص الأقساط الجامعية وضرورة التخفيف عن الطالب وولي امره واعتماد آلية تضمن حقوق الطالب والأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الجامعات.
إن الجدل الدائر لا يحسم الا بتوافق الآراء والاستمتاع إليها ومناقشتها بكل شفافية ووضوح، ترضي جميع الأطراف والمعني بذلك الطالب والإدارة التعليمية، فالطالب واقع تحت ضغوط شديدة بسبب وباء كورونا، والاثر النفسي الذي يشعر به نتيجة النظام الجديد الذي اعتمد، مما أصابه بالارتباك وعدم الراحة، نظرا لتعوده على نظام الحضور الفصلي، وربما صعوبة في الاستيعاب والفهم في بعض الأحيان، فمن حقه أن نتفهم وضعه، عدا وضع المعلم وثقل المسؤولية والتي تضاعفت عليه، فهو يريد أن يوصل المعلومة للطالب وكانه في الفصل، ومن ناحية أخرى الخشية من عدم الاستيعاب الكامل من قبل الطالب ولومه على ذلك.
أما بالنسبة للطالب الجامعي فهو بحاجة إلى أن تتفهم رئاسة الجامعات مطالبة والظروف التي يمر بها وأسرته، وانتهاج اسلوب التخفيف عليه، بخاصة الأقساط الجامعية وعدم وضع ( العقدة في المنشار) إما الدفع أو التوقف عن الدراسة، وبما أن معظم القطاعات قد عانت من تبعات أزمة كورونا، ومنيت بخسائر لا يستهان بها، كان من الاجدى أن ينظر للطالب نظرة مراعاة لظروفه الاجتماعية والمادية، خاصة أن بعض أولياء الأمور قد اكتووا بنار البخس من رواتبهم أو الإستغناء عن خدماتهم، لم يفكر أحد كيف يمكن لهم أن يامنوا اقساط أبناءهم الجامعية؟!
ختاماً
كلنا أمل بأصالة هذا المجتمع وأصالة أهله، والنظر بعين الاهتمام والرأفة بحال هؤلاء الطلبة وأسرهم، وجعلهم الأولوية عند اتخاذ أي قرار، ولنا في الجامعة الهاشمية وغيرها من الجامعات والتي إتخذت خطوات تشكر عليها تهدف إلى التخفيف عن الطالب.