ملاحظات على هامش الخطة الحكومية
حسين الرواشدة
21-02-2010 04:33 AM
مع الاحترام للخطة التنفيذية التي اشهرتها الحكومة ، والتقدير - ايضا - لهذه "الجدولة" التي التزمت بها في اطار المشروعات التي اعتبرتها "اولويات" لعملها ، وضمن الامكانيات المتوفرة في الموازنة ، استأذن في الاشارة الى مسألتين وردتا في الخطة ، احداهما تحت بند "برنامج الوسطية والاعتدال" ، والاخرى تحت بند"تطيور التعليم العالي".
الهدف من البرنامج الاول - كما نصت الوثيقة - هو"نشر المعرفة الاسلامية الصحيحة وترسيخ مبادىء التسامح والوسطية والاعتدال" اما كيف؟ فقد اعدت الحكومة برنامجا من ست نقاط تراوحت بين "اعداد مادة علمية لمواجهة الفكر المتطرف" من خلال "مشروع" يتضمن اصدار خمس نشرات تترجم الى العديد من اللغات ، ثم اقامة مؤتمر دولي حول الوسطية ثم عقد اربعة مجالس علمية في شهر رمضان ثم اقامة 50 موسما ثقافيا في جميع انحاء المملكة ، وعقد 48 ندوة اسبوعية في مديريات الاوقاف واخيرا اجراء مسابقات دولية لحفظ القرآن الكريم للذكور والاناث.
السؤال: هل يكفي هذا المشروع الذي صدر باسم الحكومة لمواجهة الفكر المتطرف؟ وهل ثمة من جديد في هذه المشروعات المقترحة؟ هل يمكن محاصرة التطرف بالنشرات والمؤتمرات ام ان معالجته تحتاج الى ما هو ابعد من ذلك؟ ولماذا اقتصر المشروع على الدور المعروف الذي تنهض به وزارة الاوقاف ولم يتجاوزه ليشمل دور المؤسسات الدينية الرسمية الاخرى.. لكي لا نقول "مشاركة" المؤسسات والجامعات التي يمكن للحكومة ان تستفيد منها في هذا المجال؟
اما فيما يتعلق بالبرنامج الثاني فقد تضمنت "حزمة الاصلاحات" ابتعاث 300 طالب للحصول على الدكتوراه ، وهنا اتساءل: كم تبلغ كلفة هذه الابتعاثات؟ وكم لدينا من حملة "الدكتوراة" الذين ما زالوا يبحثون عن فرصة عمل؟ ثم اليس من الاولى ان نجد حلولا لمنع هروب الاساتذة من جامعاتنا الى الخارج؟ اليسوا هؤلاء "احق" واجدى - من جانب الاستثمار في قدراتهم - في زيادات مناسبة تحول بينهم وبين الهجرة الى الخارج ، بمعنى ان كلفة الانفاق عى ابتعاث 300 طالب لدراسة الدكتوراة للخارج اكبر بكثير من كلفة "الانفاق" على تثبيت نحو %40 من الاساتذة الذين هاجروا لتدني رواتبهم.. ربما آخرين على وشك الهجرة لذات الاسباب.
اردت ان اقدم نموذجين فقط لما تضمنته الخطة الحكومية لأقول بأن ثمة اولويات كان يجب ان تدرج ما دمنا نتحدث عن مشروعات ذات اولوية ، وعن عجز تعاني منه الموازنة يحول دون "التمدد" في الانفاق ، ولأقول - ايضا - بان ثمة معالجات شكلية تتضمنها بعض البرامج لا تعكس حقيقة المطلوب .. ومع ذلك دعونا نتفاءل بالخطة ونساهم في تقديم ما يلزم من نصائح واقتراحات لتفعيلها وتنفيذ ما يمكن منها.
الدستور