الدين رحمة وإنسانية وأخوة وتسامح، تتجسد بأبهى صورها في قلوب المؤمنين الموحدين الذين يتوجهون الى دور العبادة في أماكنها المقدسة ، يزيلون فيها الذنوب ، ويتوجهون فيها بالدعاء الى الباري - عزّ وجلّ- بطلب الغفران والرحمة والأجر والثواب.
قال الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وسلم: " لا تشد الرحال إلا الى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام ، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".
أي لا يحوز الانتقال من مسجد لآخر بهدف الصلاة فيه غير هذه الثلاثة.
وما يدمي القلب ويبعث الحسرة والأسى في نفوسنا- عرباً ومسلمين ومسيحيين- أن واحداً من هذه المساجد أسيراً، يتعرض، شأنه شأن كنيسة القيامة ، في بيت المقدس ، جامعة القلوب المؤمنة الموحدة، والأقرب الى عمان: رسالة؛ وتضحية؛ وعشقاً، لأبشع أنواع البطش والتزييف والتهويد.
وما يبعث الأسى أيضاً؛ أننا نرى اليوم الاهتمام قد غدا منصباً وموجّهاً نحو موضوع تحويل الكنائس الى مساجد، والمساجد الى كنائس او المتاحف الى مساجد أو كنائس !!
والأصل أن تكون بوصلتنا- نحن الموحدين والمؤمنين بالله - نحو مساجدنا وكنائسنا في فلسطين المكلومة بظلم الظالمين والتي تتعرض دور العبادة فيها للتهويد ، وتزييف تاريخها: الديني؛ والإنساني.
دعونا الآ يشق صفوفنا - مسلمين ومسيحيين- أي حاقد أو مفسد فاسد من أصحاب الشرور والأنفس المريضة ، ونتوه معه - على مواقع التواصل الاجتماعي- في جدال لا يخلف الا مزيداً من الانقسام الديني والطائفي.
دعونا نبحث عن التسامح في وجه الغضب والانتقام والثأر.
دعونا نبحث في عيشنا المشترك في أوطاننا التي نعيش فيها تحت سقف سماء واحدة، تقاسمنا فيها لقمة العيش وشربة الماء .
دعونا نبحث عن نقاء السريرة وصفاء القلوب في وجه الحقد والكراهية والضغينة والكراهية.
دعوني أردد معكم أنا هذا هو حلمنا المشترك الذي علينا في الأردن القلب والروح ، أن نحافظ عليه- مسلمين ومسيحيين - كما نحن الآن ونعيشه واقعاً ملموساً، ونعمل على تعزيزه والحفاظ عليه.
حفظ الله الأردن بلد المحبة والتسامح والوئام في ظل سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.