"الليبرالية المُعاصرة بوجهها البشع"
يوسف عبدالله محمود
11-07-2020 02:32 PM
ظلموا الرعيّة واستجازوا كيدهموَغَدوا مصالحها وهم أُجراؤها. المعري
الأزمة التي تعيشها "الليبرالية المعاصرة" هي بحق أزمة أخلاقية في الدرجة الأولى يغيب عنها "البُعد الإنساني". الذين يدافعون عنها هم أعداء الإنسانية لأنهم يعتبرون السيادة والتفوّق من حق الأقوى والأوسع ثراءً!.
في كتابه "عن أية ديمقراطية تتحدثون؟" لمؤلفهِ الكاتب التونسي د. منصف المرزوقي تمييز بين "الديمقراطية" وبين "الليبرالية" يقول د. منصف المرزوقي: "الدولة الديمقراطية هي دولة الخدمات التعليمية والصحية والضمان الاجتماعي والحريات الفردية والجماعية.
دولة تخضع للقانون الدولي. دولة تعتبر الشعب مصدر السيادة بينما الليبرالية تعتبر السيادة "للأقوى". د. منصف المرزوقي: المرجع السابق، ص105.
من هنا ندرك أن هذه الليبرالية التي تسود اليوم عالمنا لا تمتلك الحسّ الإنساني، ولا "الأسس الأخلاقية" التي تعنى بكرامة الإنسان. هي- وكما وصفها المؤلف "ليبرالية متوحشة" لأنها نافية لحقوق الإنسان وإن زعمت خلاف ذلك إنها تُشرعن "الاستبداد" وإن بصورة غير مباشرة. ليبرالية مُفترسة لها أنياب.
وفي تطرّقه للثورات العربية أو ما يُسمى بثورات الربيع العربي يرى د. المرزوقي أنها تفتقر إلى "الرؤية العلمية" حيث تغيب عنها القيم الإنسانية رغم التشدّق بها لدى الكثيرين من مناصريها، إنه التضليل بعينه.
يتساءَل هذا الكاتب "مِن أين لنا الاعتقاد بأن الديمقراطية هي المخرج من الأزمة وهي نفسها في أزمة". المرجع السابق، ص35.
وفي رأيه "إن الديمقراطية ليست وصفة جاهزة" ص23.
والمقصود أنها لا تَرسخ بالشعارات المعلقة التي تُشيدها، بل ترسخ – وكما يرى- بركائز أربعة متوازنة: "حرية الرأي، حرية التنظيم، استقلال القضاء، حرية الانتخاب".
وفي رأيه أن هذه القوائم الأربعة ما زالت مفقودة في كثير من بلداننا العربية والإسلامية. فالقمع والتضليل ما زالا واردين. وسيادة الشعب مهمّشة أو مفقودة.
كل التجارب العربية التي مُورِستْ لم تنجح. جَرّبنا "الوطنية هي الحل" تلتها "الاشتراكية العلمية هي الحل" ثم "الوحدة هي الحل".
لم نُحسن التعامل مع كل تجربة من هذه التجارب، نقرأ محاسنها وعيوبها، بل نسارع إلى أخذها كوصفة جاهزة. "ولا نعلم أننا نخطئ إلا بعد فوات الأوان".
المنصف المرزوقي، المرجع السابق، ص25.
أتساءَل في النهاية: متى نبني مجتمعاً يرسي ديمقراطية حقيقية لا شكلية؟