ما بعد المفاوضات غير المباشرة !!
صالح القلاب
21-02-2010 03:03 AM
المتوقع أن تنطلق « المفاوضات غير المباشرة « قبل الخامس عشر من آذار ( مارس ) المقبل فالقيادة الفلسطينية تلَّقت أجوبة من الإدارة الأميركية على أسئلتها العشرة كان حملها إليها ديفيد هيل في آخــر زيارة له إلى رام الله يبدو أنها مقنعة وإيجابية والجامعة العربية عبر قطر بإعتبارها رئيسة « القمة « تسلمت طلباً من الرئيس محمود عباس ( أبومازن ) لدعوة « لجنة المتابعة « التي من المفترض أن تجتمع خلال أيام لتتخذ قراراً باسم العرب كلهم لتنطلق هذه المفاوضات ولتستمر ثلاثة شهور يتم الإنتقال بعدها إلى « المفاوضات المباشرة « .. هذا إذا سارت الأمور على ما يرام .
ولمزيد من الإيضاح فإنه لابد من الإشارة إلى أن أهم سؤال من بين هذه الأسئلة الفلسطينية العشرة هو السؤال القائل : ماذا من الممكن أن يفعله الأميركيون في حال استمر بنيامين نتنياهو بمناوراته وألاعيبه وانقضت هذه الشهور الثلاثة دون أي حلحلة ودون التقدم خطوة واحدة في إتجاه المفاوضات المباشرة ...؟.
وعلى هذا الصعيد يبدو أن ديفيد هيل قد عاد للفلسطينيين بما كانوا أصروا عليه في أسئلتهم العشرة هذه وإعتبروه شرطاً للموافقة على المفاوضات غير المباشرة وهو : أن الولايات المتحدة في حال فشل هذه المفاوضات ستدعو « الرباعية الدولية « ، أي أميركا والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا ، لإجتماع عاجل لتبلغها على مَنْ تقع مسؤولية هذا الفشل .. هل أنها تقع على إسرائيل أم على منظمة التحرير الفلسطينية .
في كل الأحوال لقد أصبح مؤكداً أن القيادة الفلسطينية ، بعد أن تلقت هذه الأجوبة على الأسئلة العشرة التي كانت وجهتها إلى إدارة اوباما ، قد أبلغت ديفيد هيل خلال لقاء رام الله الأخير بموافقتها على المفاوضات غير المباشرة وبأن القرار الأخير الذي يجب أن تنتظره واشنطن هو القرار العربي الذي ستتخذه لجنة المتابعة العربية بإسم العرب كلهم لتنطلق هذه المفاوضات في نحو الثالث عشر من الشهر المقبل إذا لم يطرأ ما قد يعطِّلُ كل شيىء .
لكن ومع أن الأجواء تبدو إيجابية فإن ما يجب أخذه بعين الإعتبار دائماً وأبداً هو أن عامل الوقت بالنسبة لهذه العملية على جانب كبير من التعقيد والدقة فالشهور الثلاثة المقبلة شهور أحداث كبيرة وخطيرة فهناك حرب إقليمية باتت تقف على الأبواب وهناك هذا الواقع الفلسطيني المزعج والمتعب وهناك أنَّ حرب الاغتيالات التي إستأنفتها إسرائيل لها أسباب ودوافع سياسية من بينها دفع « حماس « رد فعل عصبي ومتهور يكون الشرارة التي ستشعل هذه الحرب الإقليمية .
هناك مثل يقول :«إشتدِ يا أزمة تنفرجي « لكن هذا المثل إن هو ينطبق على أزمات كثيرة فإنه حتماً لا ينطبق على أزمة الشرق الوسط التي ستنطلق مفاوضاتها غير المباشرة بعد فترة فإنفجار حرب إقليمية جديدة ، في ضوء وصول قضية القدرات النووية الإيرانية إلى كل هذا التعقيد الذي عزز إحتمال اللجوء إلى المدافع والصواريخ ، سيجعل قضية الشرق الأوسط قضية ثانوية ربما لعشرات السنين والمؤكد أن هذا هو ما يريده بنيامين نتنياهو وما يريده أيضاً ( الأخ ) محمود أحمدي نجَّاد !! .
الراي.