إدارة التأمين الصحي وتحدي جائحة كورونا
خالدة العساف
09-07-2020 02:31 AM
كابوس كورونا والذي لازال يدور في محيطنا بل وفي محيط العالم أجمع ، أيام عصيبة مرت في الأشهر السابقة ولازلنا نتذوق أثر طعمها ، و قد يكون البعض تعب فيها والبعض الآخر تغلب عليها ومن تغلب عليها ترك الأثر الإيجابي الكبير .
لعل هذه الجائحة امتحان لبعض القدرات ، آثَرْتُ أن أعرِّفكم على ايجابياتٍ ، بل لربما أسميها منقذات حياة لا يمكن إنكارها ، إنجازاتٍ لمعت وتغلبت على مثل هذه الأزمات وقد يكون البعض قد علم عنها .
الصحة هي أهم شيء في حياتنا ...لا تقل مالا ، ولا علواً ، و و و.... إلخ ، إذا لم تتوفر الصحة لن تهنأ بشيء.
ما يقارب ثلاثة ملايين شخص تم تغطية خدماتهم بشكل كامل ، نعم قد تستغرب العدد انه رقم هائل ، ولكن هذا ما حصل خلال فترة الحظر الشامل عندما كانت بعض الإجراءات تسير بصعوبة إلا في هذه المنشأة ألا وهي إدارة التأمين الصحي ، والتي احتوت هذه الأزمة بكفاءة عالية وجهود متميزة .
لن اقلل من شأن باقي المؤسسات والوزارات التي اجتهدت في هذه الأزمة وقدمت أداءً نفخر به ، ولكن لما لا ندرج بعض من الخدمات لهذه المنشأة مثل مرضى غسيل الكلى ، التصلب اللويحي ، نقص هرمون النمو ، الأجهزة التنفسية ، السرطان ، والحاجة إلى بطاقات تأمين صحي (بطاقة شفاء) ومن احتاج إلى تأمين من كبار السن فوق سن الستين عاماً ، والحوامل ، وباقي الفئات الأخرى ، فقد أنجزت في حينها كتب رسمية وقعت لإبقاء مدد هذه الخدمات وبطاقات التامين الصحي للفئات الأخرى سارية ومجددة تلقائيا إلى ما يقارب ثلاثة أشهر ، تأمين شبكة الأمان الاجتماعي تم تمديده إلى نهاية العام 2020 ، عداك عن الإشعارات بعدم الانتفاع من التأمين الصحي للجهات الأخرى والتي يحتاجها المريض لإتمام علاجه ، كذلك عقد الاجتماعات عن بعد ، تجهيز بيانات المؤمنين صحيا للشركة المختصة لاستخدامها بمنصة توصيل الأدوية ، توفير شاشات استعلام عن الأطفال دون عمر ٦ سنوات في المستشفيات والمراكز الصحية ، إدامة الربط الالكتروني بين الشركاء ، متابعة سير العمل لم تقتصر على العاصمة بل شملت جميع المحافظات ، التواصل مع أقسام المحاسبة في كافة المستشفيات الحكومية ومديريات الصحة وتزويدهم بالآليات والتعليمات لتسيير أمور المواطنين ، وتفعيل الصندوق الفرعي لتجديد البطاقات ، إعداد كتب رسمية لعدم استيفاء أجور المعالجة من المرضى بشكل مباشر وإعداد المطالبات المالية ، الرد على كافة الاستفسارات من قبل متلقي الخدمة هاتفيا ، أو عن طريق الرسائل وأي وسائل اتصال متاحة ، كذلك تزويد الوزارات الأخرى بأي احتياج في مجال الاختصاص ، توجيه المرضى للحصول على علاجاتهم من خلال المنصة الإلكترونية ، ومتابعة تقديم الخدمة الأفضل لمحتاجيها والكثير الكثير من الخدمات الأخرى التي لم يتم ذكرها ، وجميعها سارت بسلاسة وعدالة ووصلت للجميع وذلك للتسهيل على المواطنين وتوفير احتياجاتهم ببيئة ضمنت لهم أفضل سبل الرعاية الصحية.
دكتورة الهام خريسات مدير عام إدارة التأمين الصحي المدني قيادة حكيمة ، و إدارة ناجحة و قدوة يُحتذى بها ، لمثلها ترفع القبعات ، قامت باحتواء الموقف بالاستغلال الأمثل للإمكانيات المتوفرة ، تدابير واستجابات سريعة ومرنة ، كذلك الموظفون قدموا أفضل ما لديهم ، وذلك لتنعم سماء الوطن بصفائها ، لنستيقظ على راحة وصحة أبائنا وأبنائنا ، على صرخة طفل مولود ، في أمل شفاء مريض سرطان ، في قرع جرس باب لاستقبال الدواء ، في التزام بإجراءات السلامة العامة ونشرها .
لابد من دعم مثل تلك الدوائر الخدماتية التي لطالما حققت نجاحات تلامس قلوب الناس في مختلف أنحاء الوطن .