احذر يا قتيبة من اختراق الصفوف؛ واحذر الحيةَ الرقطاء ابن ابي سلول المندس بين جموع المندسين رافعي شعارات الوطن الذي يتاجرون به. إحذر منهم: فهم يطعنوننا بخناجرهم في الخفاء، ويلعقون دماءنا بشراهة المنتصر. إنهم يرتدون ألف قناع وقناع من أجل الوصول إليك وتضليلك، فكن حذرا ولا تدع ألاعيبهم تنطلي عليك.
لقد تجردوا من كل القيم الوطنية والانسانية، وهم أشبه ما يكون بابن سلول الذي ارتدى قناع الطهر والعفاف والدين ويتقن التماهي بين الصفوف لانه بلا مبدأ ولا دين، إنه يسير الى جانبك، ممتلئاً مكراً وخبثاوبيده يسلم ويخفي الخنجر السام والسكين .
احذر يا قتيبة اصحاب الاقنعة الذين لا تعرف إنْ كانوا موالين أو معارضين، لكنهم يتظاهرون بغيرتهم عليك ومحبتهم لك. إنهم منتشرون في كل مكان، لكنهم غير مدركين أن أقنعتهم التي يتوارون خلفها، ستسقط لا محالة، وسيكشّرون عن أنيابهم "المسوّسة"، عندما يصبح أمرك بأيديهم.
كن حذراً، ولا تترك أمامهم درباً معبّدا يسيرون عليه ليصلوا إليك، فاعرض عنهم وقاومهم، ولا تدعْ أحداً منهم يخترق صفّك وصفوف الأوفياء والأنقياء من حولك، وانصر حماة الوطن بلا تردد، وارفع شعار الأحرار في عنان السماء:
إن الوطن اغلى من الروح والعينين.
واعلم يا قتيبة أن الأرض لا يحميها غير أبنائها الشرفاء، فسحقا للمندسين والمزاودين والانتهازيين، وارفع هامتك عالياً، وبكل فخر واعتزاز، ومعاً يا قتيبة سنبقى بناة الوطن وملحَ أرضه وسماده، وسنبقى ابناءه الذين نذروا أنفسهم لرفعته وصون كرامته، وسنظل جسراً لنوصله إلى منصة العزة والمجد، وسنظل له ولكل الأمة العربية مناصرين ومضحين بلا مقابل، فسر يا قتيبة بكبرياء الأردنيّ وعزة نفسه، وقاوم كل هؤلاء المندسين، والْقِ بهم في مزبلة التاريخ، فأنت الحر الذي يصنع تاريخ الوطن، ويجعل رايته خفاقةً عاليةً في كل بقاع الأرض.وامضي يا قتيبة الی طريق النصر جنبا الی جنب مع شقيقة حنظلة فهي من لحمك ودمها من دمك.