الحكومة التي لم تُدرك ان بيع الخبز في باصات المؤسسة وعربات نقل (الحصمى) ما هو الا تجربة تزيد من معاناة المواطن وتضاعف من المخالطة والتلاصق تكشف عن مواهبها اخيراً.
هي ذاتها حكومة الرزاز التي تراجعت عن عشرات القرارات المتعثرة المتسرعة التي افضت الى مزيد من التعسر والفقر وقيلة الحيلة .. تُشَمِر عن (عضلاتها) لتعلن عن قدرات خارقة لم يستشعر اثرها المواطن وبعد مغادرة مئات المستثمرين ووقف السياحة العلاجية حتى قبل الجائحة بكثير.. وضياع مستقبل السياحة التي كانت ( الحيلة والفتيلة) وفقدان الالاف لوظائفهم واغلاق الاف اخرى لاعمالهم الصغيرة والمتوسطة.
هي ذاتها الحكومة بكامل رشاقتها التي تستعرض مجدداً باداء وزراءها الهواة .. بين منصات تعمل واخرى غير مجدية ولجان تجتمع دون جدوى واخرى باداء خجول.
فتعلن على لسان احد اعضاءها بأن " لا مكان للواسطة والمحسوبية في الحكومة الحالية".. وتؤكد على لسان رئيسها انها تنجح عندما تكون صادقة مع المواطن..!
لم يشعر المواطن باثر هذا النجاح ولا تلك المصداقية.. والا كيف يعين ستة من اشقاء نواب ومتنفذين فيها في مناصب عليا.. ويعين اخرون في ظل بلاغ يمنع التعيينات..!؟
هي حكومة الرزاز التي وعدت بـ"لبن العصفور" للغلابة، فيما مئات الاف منهم ينتظرون منذ عقود في طوابير ديوان الخدمة المدنية ، واخرون يعاودون الدخول لمنصات صندوق المعونة والضمان والتنمية.
هي ذاتها التي لم تستطع تفسير معادلة فاتورة الكهرباء والمياه ولم تفسر علاقة رفع اسعار المحروقات في عالم تتهاوى به اسعار النفط الا بما "نورتنا" به وزيرة الطاقة اكثر الوزراء تصريحاً و( ألقاً) بان سعر النفط العالمي ليس له علاقة بسعر المحروقات محلياً..!
هي نفسها التي اخفقت في حل ازمة الصحافة الورقية والاعلام الحكومي وصدقية الرواية الرسمية.
تُعلن وهي في رمقها الاخير انها تدخل في خُلوة بعيداً عن العيون لتتدارس اولوياتها ( على اساس ان كل ما مضى لم يكن من الاولويات).. "واللي فات مات "..!
تتذكر الان ان الرشاقة عنوان المرحلة فتزيد من لجانها كل يوم وتُعلن عن استراتيجية الطاقة حتى عام 2030 .. لعلها تغير قناعات الناس بانها نفسها لا تعرف مالذي سيحصل خلال الساعات الثلاثين القادمة.
تصريحات مسرحية تحاول ان تقدم لنا عبرها فصلاً ممجوجاً من الاداء الركيك .. فتتحدث عن انجازات ليست لها ولا لافكارها وخططها اي فضل فيها..!
في ازمة عمال المياومة ومواجهة الوباء ودعم الاقتصاد المتضرر والقطاعات المتأثرة بالجائحة ومساندة الصناعات المحلية والمحافظة على وتيرة الحياة في هذا الظرف الدقيق.
كان الملك على امتداد الارض والوقت يتحرك ويوجه ويبحث، وكان جيش صادق واجهزة امن محترمة، وكانت فرق من شباب ابدعوا واستنزفوا طاقاتهم لتحقيق افضل مستويات من التقصي الوبائي الذي اوصلنا لهذه النتائج التي اذهلت العالم.. وفي غفلة من هذا الانجاز يخرج علينا رئيس الحكومة بعرض متلفز مستخدماً ( الباور بوينت) الذي لم يصل الى اغلب مدارس المملكة ليتحدث عن انجاز تحقق..!!
اكتشفوا ان لدى فريق الهواة مزيداً من الفرص في ( الوقت الضائع) وقبل ان يُغادر الفريق ارض الملعب..!!
لملموا شتات اخفاقاتهم ليعلنوا عن استراتيجيات ابعد بكثير عن امكاناتهم وعن خطط واولويات تثقل كواهلهم.
يتحدثون بحلاوة روح لافتة عن الترشيق والتناغم بين فريق وزاري امعن في لعبة شد حبل بين بعضهم البعض وعن انجازات وهمية، ويعلنون ان بركة البيبسي التي كانت اول عهد الاستعراض ،سيحال عطاءها نهاية السنة الحالية لتتوقف كما قناة الغور عن ابتلاع اطفالنا.
اما وزيرة طاقة الحكومة فتُمعن في احلامها باضاءة اوروبا وجعلنا مركز اقليمي لتبادل الطاقة فيما شوارع كاملة في مدننا تغرق في الظلام.