ما يقوله التاريخ عن حزيران
أنور الخطيب/الدوحة
05-06-2007 03:00 AM
الفساد.. الديكتاتورية...غياب التنمية.. أسباب كنت اعتقد إن العديد من المواطنين العرب الذين استطلعت آراؤهم في هزيمة حزيران يونيو سيعتبرونها السبب المباشر إن لم يكن الرئيس للهزيمة المدوية منذ أربعين حزيران لكني أصبت بالخيبة الشديدة, فما بين من خانته الذاكرة ولم يعرف تاريخ الهزيمة وما بين من شخص أسبابها بطريقة أظن أنها لم تكن صائبة بعيدا عن لغة التخوين والتغرير واتهامات التفريط التي سادت على مدار الأربعين عاما الماضية ولا زالت فإن أسباب الهزيمة المدوية تكمن فينا نحن شعوبا وأنظمة, وللأسف لا زلنا لم نتجاوز مرحلة الهزيمة ولا زلنا ندور في الدائرة المغلقة التي لا انفكاك منها ولا زلنا نذهب إلى الحروب كما قال طيب الذكر الراحل نزار قباني بمنطق الدف والربابة أو كما قال
حين ينخر الفساد مجتمعا فاقرأ عليه الفاتحة وحين تستوطن الديكتاتورية وطنا فصلي عليه صلاة الجنازة وحين تنعدم التنمية فيأكل المجتمع مما لا ينتج ويلبس مما لا يصنع فلا ترجو له غير الرحمة-إن جازت عليه الرحمة -
إسرائيل انتصرت علينا ذات حزيران ليس بقوتها العسكرية فحسب بل بنظامها الديمقراطي التعددي وبنظام المحاسبة الشفاف لديها واعتبار إن الجميع أمام القانون سواء لا فرق بين رئيس ومرؤوس وحينما نسيت إسرائيل هذه القاعدة الذهبية وتورط قادتها في الفساد جاء من يذيقها طعم الهزيمة فكان إن مرغ حزب الله وهو ليس دولة انفها في التراب فاستفاقت مجددا فخضع قادتها إلى المحاسبة المستمرة قضائيا وسياسيا فكان إن استقال رئيس الأركان وخسر وزير الدفاع موقعه في رئاسة حزب العمل وهي بانتظار محاكمة رئيسها المتهم بالاغتصاب وقد يسجن لعشرين عاما إذا ثبتت الاتهامات بحقه وينتظر رئيس وزرائها التقرير النهائي للجنة التحقيق المشكلة له لتحديد مسؤوليته عن الهزيمة وعن عدد من القضايا الفساد المتهم بها وقد يكون مصيره على الأقل الإقالة والعودة إلى المنزل - مما يعني أنها أخذت العبر مما جرى لها -
أما على صعيد التنمية فإسرائيل تفوق الدول العربية في مجالات الصناعة المختلفة وخاصة الصناعة العسكرية ودخل الفرد فيها أعلى من دخول غالبية الدول العربية وهي متطورة تكنولوجيا ومعلوماتيا ويتمتع المواطن فيها بمستوى معيشة كبير مقارنة بنظيره العربي
حين تكون معركة التنمية أولوية في بلادنا العربية فتتوزع في أرجائها المشاريع الإنتاجية وينعدم الفقر والجوع وتختفي الواسطة وحين يحارب الفساد و ويحاسب مرتكبوه ولا تجري محاباتهم وحين يكون الجميع أمام القانون سواسية ويكون الشعب السيد الحقيقي وصاحب القرار فيمن يتولى المسؤولية ويكون صندوق الاقتراع هو الفيصل والحكم حينها ستنتصر بلادنا على ثالوث الجهل والتخلف والظلام ومشاريع الهيمنة والسيطرة واستنزاف الخيرات وبالضرورة حينها ستنتصر على من سلبها الأوطان والمقدسات .. هذا ما يقوله التاريخ