تسليم الأردن لفلسطينيين متهمين إلى امارة دبي، هو سلوك رصين منسجم مع محاربة الإرهاب بكل معانيه. فاغتيال المبحوح هو عمل إرهابي. وطالما أن الأصابع كلها تشير إلى الموساد.. فإنّ المطلوب هو ملاحقة الإرهاب الإسرائيلي، خاصة وأن عملاءه غادروا دبي، وتركوا صورهم في تسجيلات الفيديو في المطار، وفي الفندق الذي تم به اقتراف الجريمة!!.
ماذا ستفعل بريطانيا وإيرلندا وفرنسا؟!. لا نظن انها ستفعل شيئاً. فقبلها امسكنا بعميلين يحملان جوازي سفر كنديين، وابلغنا «الدولة الصديقة» بكل التفاصيل، لكن شيئاً ما لم يحدث، ويمكن للموساد الإسرائيلي أن يبعث غداً بإرهابيين يحملون جوازات سفر كندية وبريطانية وايرلندية وفرنسية.
لقد اطلقنا في حادث الاعتداء على خالد مشعل الإرهابيين لقاء معرفة نوع السم الذي حقنا به قائد حماس، ولقاء اطلاق سراح أحمد ياسين شهيد فلسطين والعرب، وعدد كبير من الأسرى، لكن التفاصيل بقيت هنا. وكان غضب الملك العظيم رحمه الله غضبة هاشمية كسر فيها أنف المتغطرس نتنياهو. وأطاح بقيادة الموساد.
لا نستطيع في الأردن أو العالم العربي أن نختار جنسية الإرهاب، كما يفعل منافقو السياسة الأوروبية. فنن نحارب كل الإرهاب. والسؤال الذي يطرحه صحفيون بريطانيون يوم أمس كان سؤالاً في العظم: ترى ماذا كانت بريطانيا ستفعل لو ان رجال مخابرات إيرانيين أو ليبيين أو فلسطينيين استعملوا جوازات سفر بريطانية، واغتالوا أحد الناس؟!.
من المؤكد أن لندن ستقيم الدنيا ولا تقعدها على هذه البلدان. لكن إسرائيل هي فوق الأخلاقيات البريطانية، وفوق العدالة، وفوق احترام ميثاق الأمم المتحدة وشرعة القانون الدولي، وبريطانيا هنا ككل دول الغرب، لا تريد أن تعتبر الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين احتلالاً، فهي لا تتعامل مع القمع الإسرائيلي، والاستيطان، وضم القدس والجولان على انه يتعارض مع المادة الرابعة من ميثاق جنيف للأرض والسكان تحت الاحتلال. وهذا ما لم تلاحظه الدبلوماسية العربية.. فأوروبا وأميركا والقوى الكبرى لا تعترف بأن إسرائيل تحتل.. وأنه ينطبق عليها ميثاق جنيف!!.
نحن في مقاومتنا للإرهاب لا نكيل إلا بمكيال واحد والذين انكروا علينا استشهاد أحد رجال مخابراتنا في أفغانستان لا يريدون تصديق أن جرائم القاعدة في عمان هي جرائم.. وأن القاعدة بكل قياداتها هي في أفغانستان. فأبو مصعب الذي خطط لتفجير الفنادق هو «شهيد» وأنه يشفع لسبعين من أهله!!. أما ثلاثة وستين مسلماً ومسيحياً قضوا في الفنادق، فهم .. «قتلى الصدفة»!!.
الإرهاب هو الإرهاب. إرهاب الصهاينة، وإرهاب العرب، وإرهاب كل من تمتد يده إلى حياة الإنسان بغير حق!!.
الرأي