الإمارات والتأقلم مع متغيرات العالم المعاصر
السفير الدكتور موفق العجلوني
08-07-2020 11:04 AM
في تصريح لمدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور سلطان النعيمي حول التشكيلة الجديدة لحكومة الامارات العربية المتحدة قال "ان هذه التشكيلة تمثل نقله نوعية في تطوير مسيرة العمل الحكومي للدولة وهو ما يجسد أولوية مركزية على اجندة الاهتمامات الخاصة للقيادة الرشيدة.
وفي نظرة ثاقبة لما تضمنه التشكيل الوزاري الجديد حيث تم الغاء 50% من مراكز الخدمة الحكومية وتحويلها إلى منصات رقمية خلال عامين، ودمج نحو 50% من الهيئات الاتحادية مع بعضها أو ضمن وزارات. وبهذه التشكيلة ستكون الحكومة أكثر قدرة على التأقلم مع المتغيرات التي يعيشها عالمنا المعاصر، وابتكار الحلول لمواجهة التحديات المستقبلية، وهو ما ينسجم ويدعم ما حققته دولة الإمارات من سبق في مجال تعزيز مفهوم الحكومة الذكية، انطلاقاً من رؤية القيادة الحكيمة في تطوير العمل الحكومي، وترسيخ مفهوم الحكومة الذكية، وبالتالي تضمنت الحكومة الجديدة استحداث منصب وزير دولة للاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي وتطبيقات العمل عن بعد.
يبدوا ان تشكيلة الحكومة الجديدة ستكون أداة أساسية لتنفيذ استراتيجية الدولة لما بعد جائحة كورونا، وتسريع عملية التعافي من التأثيرات السلبية التي تمخضت عنها هذه الجائحة.
وقد أدركت دولة الامارات التأثيرات السلبية التي نتجت عن هذه الازمة وخاصة على مسألة الامن الغذائي، ليس فقط على مستوى الامارات فحسب، وانما على مستوى العالم، وبالتالي فقد اخذت هذه التشكيلة الجديد لدولة الامارات العربية المتحدة بعين الاعتبار قضية الأمن الغذائي كأولوية من أولوياتها. ومن هنا فقد تضمن التشكيل الوزاري الجديد وزيرين لتحقيق هذه المهمة، وزيرة الدولة للأمن الغذائي والمائي لمتابعة المخزون الغذائي الوطني والاستثمار في تكنولوجيا الغذاء والعلاقات الدولية في هذا المجال، ووزير البيئة لدعم المزارعين ورعاية الثروة السمكية والحيوانية وتطويرها.
بنفس الوقت فقد حظيت الزراعة بأهمية مركزية لدى دولة الإمارات منذ تأسيسها، إذ كان المغفور له، بإذن الله تعالى سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، شديد الاهتمام بهذا الجانب ويعتبر الزراعة أهم عنصر لاستقرار المجتمع، وقد سارت القيادة الرشيدة على نهجه، رحمه الله من خلال الاهتمام الكبير بالزراعة. وهو ما تجلّى مؤخراً في زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، عدداً من المزارع النموذجية لمجموعة من الشباب الإماراتيين في منطقة الباهية في أبو ظبي، حيث نوه سموه بقدرة هذا النوع من المزارع على تعزيز اكتفاء الامارات الذاتي في مجال الامن الغذائي، وتقليل الاعتماد على الخارج.
ومن الجدير بالذكر ان مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، و من خلال متابعتي لنشاطاته و فعالياته و تواصلي مع ادارته عن قرب ، يعتبر من اهم المراكز في الشرق الأوسط كمركز تفكير استراتيجي ، يساهم في صنع القرار، من خلال إعداد الدراسات والبحوث الاستراتيجية الخاصة المتعلقة في السياسات وتقدير المواقف، وكذلك تنظيم المؤتمرات وورش العمل و البرامج التدريبية و الندوات و المحاضرات الداعمة لتحقيق الأهداف المرسومة لدولة الامارات ، وكل ما من شأنه تعزيز القضايا البحثية والعلمية، بما يسهم في تحقيق أهداف مئوية الإمارات ٢٠٧١ .
هذا وكان لي الشرف بإعداد مؤلف حول إنجازات مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بمناسبة الاحتفال بمرور 25 عام على تأسيس المركز، والذي أصدره المركز العام الماضي بعنوان: مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجي - 25 من الإنجاز. بنفس الوقت فقد تشرفت بإلقاء عدد من المحاضرات في قاعة الشيخ زايد في المركز كان اخرها " مركز الامارات بين الانجاز والاعجاز ".
وحقيقة يمتاز المركز باستضافات قامات سياسية وقيادات دولية ومحاضرين وبعقد ندوات أسبوعية وإصدارات عديدة حول مواضيع هامة وقضايا الساعة، وكما اشرت يرفد المركز أصحاب القرار بالعديد من التوصيات التي تتعلق بقضايا الساعة سوآء المسائل المتعلقة في قضايا سياسية او اقتصادية او سياسية او علمية او اكاديمية او أمنية.
وختاماً، ربما يكون من المفيد ان يكون هنالك تعاون وثيق بين مركز الامارات ومراكز الدراسات والبحوث الاستراتيجية في الأردن وخاصة مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ومركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية.
من جهة أخرى تسعى الحكومة الأردنية الان الى دمج عدد من المؤسسات والدوائر الحكومية، علاوة على بناء واشادة منصات رقمية على مستوى المملكة وكافة مؤسسات الدولة في القطاعين العام والخاص. وبالتالي لا بد من ضرورة التنسيق والتعاون بين الأردن والامارات في هذا المجال سوآء على مستوى مراكز الدراسات والبحوث او على مستوى المؤسسات الرسمية في ضوء العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين والعلاقات الأخوية التي تربط القيادين الحكيمتين والشعبين الشقيقين.
والله ولي التوفيق.