قلمي وتَرِي
وحروفي أوْسِمةٌ
للقلبِ وذكراهُ
فأنا مددٌ للحرفِ أسطِّرُهُ
كشعاعِ الشمسِ وأنشره مسْكًا
ليصيرَ صَبًا في الكونِ تعطِّرُهُ
وتُسَارِيَ مسراهُ .
قلمي سَكَني
وسُكوني في ألمي
كالنار تحرّقُني كي تخرجَ
روحُ الشعر فيرعاني شَجَنًا
ويَرَاعيْ يرعاهُ.
يا غيثَ اللهِ أغثْ غيثي
وأنِرْ وجهَ الشعر بقافيتي
مِشكاةَ صباحٍ دُرّيٍ
فحياتي في شعري
كالماءِ يُساقي الأرضَ بِطَلِّ
الفجرِ وأكْؤسِهِ
وجداولِ أفئدةٍ حرّى
تزهو برحيقي يانعةً
بُشْراها الوردُ وبشراهُ.
وحروفي أحصنةٌ
تتوقدُ جامحةً بالنارِ وبالغارِ
أعِنَّتُها صمتي
وصهيلُ البوحِ يذيبُ الصخرَ تنهُّدُهُ
وعلى خدّيهِ تفتُّحُهُ .
وحروفي ألسنةٌ فصحى
تتراقصُ فوقَ الضادِ بيانًا
أعشقُها
نورًا وجمالا جَذْلى أو سكْرى
فأنا لغتي
من قبلِ ولادةِ حرفي حتى بعثي
يومَ الحشرِ لِجَنّاتي.
وحروفي أقنعةٌ
لتمردِ أسئلتي
لتجددِ أشرعتي
لتمددِ أخيلتي
لتزيُّنِ أوسمتي
فشفائي الشعرُ
وملهمتي قَطَراتٌ منه تُغلْغِلُني
في الحبِّ ومجراهُ
من قبلِ طلوعِ العمْرِ لأخراهُ
من بعدِ صعودِ الشعرِ إلى صدري
ريانَ يضيءُ الجمرَ ويخشاهْ
بشهابٍ من قبَسٍ جُوْرِيِّ اللونِ مُزَهِّرُهُ
فيورِّدَ منبِتَه أرَجًا
يستهوي الطيرَ تأوُّهُهُ
من أقصى القلبِ لأقصاهُ.