ما احلى ان يوثّق الانسان بعض من لحظات حياتة الجميلة بالصورة أو بالصوت والصورة .
وهنا نحتاج الى كاميرا للتوثيق , لكن يبقى السؤال ما هي اللحظات التي يجب علينا ان
نوثقها ؟ هل هي الزواج وحفلة العرس ؟ التخرج من التوجيهي وتصوير اطلاق العيارات النارية ؟ التخرج من الجامعة وتصوير التخريج بحيث تكون صورة الحبيبة ضمن الصور ؟ كثيرة هي اللحظات التي تمر في حياتنا منها الحاسمة, منها الحزينة , زمنها السعيدة . فكيف نختار بين هذة اللحظات ؟ أنا عن نفسي لم ابدأبتصوير الاحداث الاّ بعد اول مولود وبعد ( زن ) المدام لتصوير المراحل العمرية لطفلتنا الاولى . بعد مرور سبع سنوات من عمر طفلتي بدأنا نلاحظ اهمية الصور لأستذكار لحظات جميلة في حياتها .
لكن لو خرجنا عن المألوف ووثّقنا الحياة بالصور خارج البيت فماذا ستكون النتيجة ؟ اعتقد انها وبعد سنوات ستكون لحظات مؤلمة للكثيرين , لأن ما سيصوّر ليس فية شئ جميل .
فهل سنصور الجوع والفقر والكاَبة في عيون الكثيرين , لو صورنا ( وضحة ) وهي تنقل الماء من بيت اختها الى بيتها ( بالسطل ) لأن المياة لا تصل الى بيتها مدة شهر كامل لأنها تسكن في منطقة عالية . أم نصور باصات (الكوستر ) وهي تحمل ضعف حمولتها ومن الموجودات سيدة حامل بالشهر التاسع لم تجد كرسياً تجلس علية مما اضطرها للجلوس على الارض , ولو انها انتظرت الباص الثاني فستنتظر ساعات طويلة والنتيجة ستتكرر .
في احدى المرات صوّرت (ماسورة ) مياة مكسورة بتلفوني النقال وكان ارتفاع المياة عاليا
وأقسم بالله انة لم يكن عندي في البيت ما أغسل بة وجهي , وكنت انظر الى المياة وأتحسّر . اظن ان هذة اللحظات بحاجة للتوثيق والنظر اليها مستقبلا لنستفيد منها .
ما جعلني اكتب عن الكاميرا هو انني ركبت في باص من ابو ظبي الى دبي والمسافة بينهما 170 كلم . المفاجأة ان ركاب الباص لم يتجاوزو الخمسة ومع ذلك سافر الباص بنا . صورت الباص ومن ركب الباص وسألني السائق عن سبب التصوير فقلت للمقارنة فقط .