مرة أخرى، يغادر رئيس جامعة مؤتة الدكتور ظافر الصرايرة موقعه بعد أربع سنوات كبيرة الإنجاز، هذه المرة الرئيس لم يصبح وزيراً وهو لم يشكُ من عمله هناك ولم يتـأفف، قد لا يكون نال فيها رضى الجميع، لكنه اجتهد في الكثير، أصاب وأخطأ وهذا ليس عيبا لكنه عبر بها مرحلة مهمة من استعادة الجامعة لدورها وريادتها في المجتمع وعلى مستوى الوطن.
تسلّم د ظافر جامعة مؤتة في ظلّ ضائقة مالية، وانجز فيها مشروعا كبيرا وهو الطاقة الشمسية واستعاد أو فعّل الكثير من الملفات الداخلية، وحسّن موقع الجامعة العلمي في التصنيف العالمي، وانتج معرفة مقبولة في ظلّ الإمكانيات المتاحة وطور الخدمات الرقمية على صعيد الموقع الالكتروني والبوابات الرقمية.
من الجميل ان ينهي رؤساء الجامعات مدّتهم، ومن الجميل شكرهم على ما قاموا به وما فعلوه، والمهم في سياسات الرئاسة في زمن د ظافر أنه أنهى الكثير من السلبيات وقدم نموذجا طيبا في بعث الحياة ومحاولة إبقاء باب الأمل مفتوحا للجامعة لكي تستعيد ذروة ألقها الذي غاب عنها في سنوات سابقة لأسباب كثيرة.
لم يقل ظافر الصرايرة انه يريد جامعة عالمية او جامعة تصل إلى اعلى درجات التصنيف العالمي، لكن قال انه يريد إعادة الجامعة لخطها ومسارها الصحيح بعد أزمات مالية وعنف طلابي وهجرة كفاءات اعترتها وصارت احد عناوين المشهد الخاص فيها.
يترك الدكتور ظافر الصرايرة جامعة مؤتة ليتولى هيئة الاعتماد، والمهم هنا الرقابة على الجامعات الخاصة ومراجعة الكثير من الاخطاء الموجودة وديمومة العمل المؤسسي، والحفاظ على المستوى العلمي للدرجات العلمية في اعتماد الأقسام.
هيئة الاعتماد هي قصة نجاح كبيرة أيضا كانت في زمن د بشير الزعبي ومن سبقه، من رؤساء الهيئة، وهي تحتاج للدعم وهنا يجب القول ان المؤسسات التي تؤسس على رؤية سليمة تبقى على مسارها السليم ومن اهم واجبات الهيئة ضبط السوق التعليمي والحفاظ على معايير الجودة العلمية.
بعد سنوات عمله في جامعة مؤتى أستاذا ونائب رئيس ورئيس جامعة نقول شكراً للدكتور ظافر الصرايرة على انجاز مهمته التي نهض بها، وفي المقبل له من مهام.
الدستور