رسالة مفتوحة للمواطن في بلدي
عدنان حميدان
20-02-2010 02:59 AM
لله درّك أيّها المواطن في بلدي، فأنت متهم بجميع الأحوال والظروف، لا الحكومة راضية عنك ولا المعارضة! حتى أنّ كثيرين ممّن يكتبوا ويتحدّثوا عبر الوسائل الإعلامية، يسيطر على حديثهم ذكر سلبياتك و انعدام مواطنتك وقلة انتمائك ، يا من أثقل ظهرك بأخبار فيها الدقيق وغير الدقيق حول ضرائب على البنزين و فروقات على فواتير الكهرباء و دعم حكومي بدأت تكتب بياناته في فواتير المياه ! في مقدمات غير مطمئنة أبدا !! وغير ذلك ما يثير المخاوف و يزيد مساحة القلق أنت غير منتمي! يا من تسمع كل يوم عن استثناءات وتجاوزات في المناصب والتعيينات أنت غير مخلص، يا من تسمع عن مسؤولين أدينوا بأخطاء و سقطوا في زلات تصريحات ثم لم يحاسبهم أحد أنت غير واعي.
و إن تحدثت يا غير المنتمي والمخلص والواعي – مع الاعتذار من الجميع - عبر وسيلة إعلام وقد أسقط في يدك حل مشكلتك الخدمية ، اتهمت بالتشهير بالوطن والإساءة له أو انك اناني تقدّم مصلحتك الفردية على المصلحة العامة أوأنّك لم تطرق باب المسؤول المفتوح على مصراعيه للغلابى من أبناء الوطن !! – شكلك مش غلبان فالغلبان له مواصفات خاصة من حيث العائلة ونوع الخلوي و طبيعة أناقتك وعلاقاتك بشكل لا يعرف معاييره غير ذلك المسؤول - والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة وبعد كل هذا: لماذا لا يلجأ كثير من المواطنين للطرق الرسمية في طرح مشكلاتهم قبل اللجوء لوسائل الإعلام؟ و الإجابة لا تحتاج لدراسة أو تحليل فمسألة غياب إن لم نقل انعدام الثقة هي المحرك الأساس، و لأن باب المسؤول ليس مفتوحا بالطريقة التي يروّج لها ، وأنّ الاستثناء و ليس الأصل في حل مشكلة المواطن ونيل حقوقه هو من خلال الطرق الرسمية، وأما غالب ما يحصّله الناس – إن حصّلوا حقّهم أصلا – عبر الإعلام أو الوساطات والمحسوبيات ، و في النهاية المسؤول على حق ويعرف تفاصيل الأمور و يهرب في دهاليز لها مخارج لا يعلم بها أحد إلا الله ثم ذلك المسؤول!
ومن الضروري للشخص الذي يعينك أيها المواطن على حل مشكلتك أن يكون من المنافقين لذلك المسؤول المتملقين له صباح مساء – والقاعدة لا تخلو من استثناء بطبيعةالحال - فهناك مسؤولون لهم كل التقدير والاحترام ولكن ظاهرة المسؤول غير المسؤول مما عمّت به البلوى هذه الأيام.
علينا أنّ نقدم للمواطن شفافية لنأخذ منه إخلاصا، و مصداقية ليعطينا انتماءً و ثقافة إعلامية وتربوية عصرية و مناسبة لنلمس مزيدا من الوعي الذي نريد.