من نعم الله على أردننا العزيز ؛ وعلى الشعب الأردني ؛ قواتنا المسلحة والأمن العام ؛ والمخابرات العامة ؛ والدفاع المدني . نعمة أبرز مظاهرها مقدرتها الفائقة ؛ نظامها الإنساني الصارم الشديد ؛ طاعتها التي لا تتردد في تنفيذ الأوامر المشروعة ؛ شرفها العسكري العريق ؛ طهارتها من السياسة ومناعتها ضد وبائها المميت ؛ استعدادها الدائم للتضحية والفداء دفاعا عن الوطن ، حريته ، دستوره ، أمنه ، سلامه ، شرفه ، وكرامته.
كل مواطن عارف منتبه ؛ كل مواطن واع لما يدور حول الوطن من أحداث جسام ، ومن تغيير شامل في الحياة العالمية ، ومن تنافس دولي عنيف ، بعد كارثة 11 أيلول 2001 ، ونتائجها الرهيبة على الشعب الأمريكي التي لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الأهلية الأمريكية ، لا يقدر إلا أن يقدر تقديرا مخلصا ومنصفا لدور القوات المسلحة الأردنية والأمن العام ، والمخابرات العامة ، والدفاع المدني وجميع مؤسسات الدولة المدنية المعنية بحياة الوطن ،وأمنه ، وسلامه ، وسيادة القانون والنظام لضمان حرية المواطن الشخصية والعامة ، والمحافظة على حقوق الإنسان ، وشرفه ، وكرامته ، والدفاع عن حياته وممتلكاته ، وتحقيق العدالة والمساواة وفرص العمل لخيره وازدهار حياته.
وتشكل قواتنا المسلحة الأردنية بعددها ، بعدتها ، بأسلحتها ، بذخيرتها ، بتجهيزاتها ، بتدريبها المتقن ، بمقدرتها الفائقة كل حسب اختصاصها ، بمعنوياتها العالية ، بأخلاقها الكريمة ، وبروحها الإنسانية ، مانعا رادعا ضد كل من تخول له نفسه الاعتداء على الوطن الأردني أو أمن أي مواطن فيه. وينبع الردع في هذا المجال من حقيقة المقارنة التي يهتم بها من ينوي الاعتداء بين الخسائر التي سيفقدها ، مقابل الأرباح التي يجنيها من عدوانه. وغني عن الذكر أن قواتنا المسلحة قادرة على فرض خسائر كبيرة لا يقدر على تحملها أي معتد مهما كان.
لقد جبلت المملكة الأردنية الهاشمية ، وقامت على أساس عدم العدوان على أحد سواء في الداخل أو الخارج. ولكنها ومنذ قيام أمارة شرق الأردن عام 1920 واجهت اعتداءات عديدة صمدت ضدها وهزمتها ، وأصبحت تتمتع بخبرة واسعة في جميع أنواع الدفاعات ضد العدوان ، وكبدت كل معتد خسائر فادحة أصبحت رادعة لتكرارها. وهي مملكة تسعى وتكافح من أجل السلام العادل الشامل ، وتدافع عن الحق بموجب القانون الدولي في القضايا الخارجية ، كما تدافع عن الحق والعدل بموجب القانون والدستور الأردني في القضايا الداخلية.
وقد أثبت الشعب الأردني عبر تجاربه العديدة المريرة أنه شعب عاقل ، راشد ، منتبه ، حذر ، ويتمتع بوعي شفاف موضوعي. أثبت أنه شعب يتعظ بما يجري حوله من مكائد ومصائد لا يقبل أن يقع فيها. وهو شعب ، بالرغم من تعدد أفكاره ، وكثرة أحزابه ، وتنوع قناعا ته ، شعب عربي واحد متحد في وجه كل اعتداء ، أو تهديد بالاعتداء ، أو أي ضغط مهما كان.
تتمتع المملكة الأردنية الهاشمية بمؤسسات مدنية تعبر تعبيرا صادقا عن رغبات وأشواق وحاجات المجتمع المدني الأردني. وهي مؤسسات محمية من قبل القوات المسلحة الأردنية بموجب القانون. وهي مؤسسات وجدت لخدمة كل مواطن في ضمان الحرية والعدالة والمساواة دون تمييز لجميع المواطنين.
وقد أعطانا الله نظاما ملكيا هاشميا ينتمي إلى سيد الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتمي بإخلاصه ومحبته ورعايته وقيادته إلى كل مواطن ، كل عائلة ، كل عشيرة ، كل جهة ، كل محافظة ، دون تحيز أو تمييز. كما من الله علينا بقائد أعلى يتمتع بالولاء الكامل ، والطاعة المطلقة ، والثقة التامة من قبل القوات المسلحة الأردنية ، والشعب الأردني كافة.
كل ذلك يقودنا إلى الثقة التامة ، والقناعة القوية ، بأننا سنتجاوز المحنة الدولية التي تدور عاصفتها حولنا ، ولن نصاب بها بعون الله ورضاه.
الراي.