تهويد فلسطين وهم في الرؤوس الخربة
سلامه العكور
19-02-2010 10:14 AM
يبدو ان حكومة نتنياهوــ ليبرمان في عجلة من امرها ..
فهي تسعى لقطع شوط كبير على صعيد حملة تهويد فلسطين من البر الى البحر في وقت قصير هو عمرها في الحكم ..
فهناك مثلا خطة اسرائيلية «لتهويد ودمغ آثار فلسطين بالطابع اليهودي ..وهناك عملية تسمين متواصلة لـ «34» مستوطنة رغم التجميد المزعوم لبناء المستوطنات ..
واكد الشيخ تيسير التميمي ان التشققات الخطيرة في المصلى المرواني بالمسجد الاقصى المبارك اضافة الى التشققات في الجدار الشمالي والحفريات المتزايدة هي مقدمات لهدم المسجد الاقصى واقامة الهيكل الثالث و تحقيقا لنبوءة احد الخامات اليهود فان هدم المسجد الاقصى سيتم في «16» آذار من هذا العام»!!!..
وبموازاة هذه الاعمال التخريبية العنصرية، فان قوات الاحتلال تواصل عمليات اجتياح المخيمات والمدن في الضفة الغربية واعتقال عشرات الفلسطينيين واغتيال العديد من الكوادر الفاعلة والناشطة ..
وليس ثمة شك ان حكومة نتنياهو - ليبرمان تستغل تركيز الادارة الاميركية على النزاع مع ايران وعلى حربها في افغانستان وباكستان، وعلى مأزقها في العراق، والتنصل المكشوف من اهتمامها بالنزاع الفلسطيني _الاسرائيلي، لتنفيذ خططها وبرامجها الاستيطانية التوسعية في القدس وضواحيها وفي الضفة الغربية المحتلة ..
ولان حكومة نتنياهو - ليبرمان قد ادركت ان الادارة الاميركية مكتفية بالكلام اللفظي عن عدم شرعية الاستيطان وبالكلام اللفظي عن حل الدولتين، فانها اي هذه الحكومة الاسرائيلية العنصرية لا تعبأ بتصريحات واحاديث الرئيس باراك اوباما ووزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون ما دامت لا تقترن بالافعال، وما دامت لا تمارس اي ضغط من اي نوع عليها..
واللافت ان حكومة نتنياهو - ليبرمان قد وسعت نطاق نشاطها ضد الشعب الفلسطيني وكوادره وقياداته الى خارج فلسطين ..
فعمليات الاغتيال التي تمارسها خارج فلسطين وآخرها اغتيال القيادي محمود المبحوح في الامارات العربية، انما تدل على ان الموساد الاسرائيلي يطارد الكوادر والقيادات الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها وعلى امتداد ساحات المعمورة ..
لكن حكومة نتنياهو - ليبرمان واي حكومة اسرائيلية قادمة بعدها ستكون واهمة جدا اذا ظنت ان الوقت يسير في صالحها وفي صالح مخططاتها العنصرية ..
فالعالم الغربي وبخاصة دول الاتحاد الاوروبي يعتبر اسرائيل اليوم دولة عنصرية تهدد الامن والسلام الدوليين .
والوفود الاوروبية التي زارت قطاع غزة لكسر حدة الحصار عن ابنائه واطفاله ،ثم مطالبة «54»نائبا في الكونغرس الاميركي برفع الحصار عن غزة «على ذمة معاريف الاسرائيلية «، انما يدل ذلك كله على ان الحصار الدولي الاوسع في طريقه الى تطويق هذه الدولة العبرية المارقة ..
اما وصول اول وفد برلماني عربي يضم 26 برلمانيا من الاتحاد البرلماني العربي الى قطاع غزة ،فيعتبر مؤشرا على ان الحصار المفروض على قطاع غزة سيزول واما الحصار الواسع الذي بدا يزحف لتطويق اسرائيل من العالمين الغربي والشرقي سيضيق الخناق على اليمين الاسرائيلي المافون وعلى قطعان عتاة المستوطنين حتى يرعووا ويعترفوا بان الله حق ..
وان ما هو وارد في( توراتهم) المزورة حول المسجد الاقصى المبارك وحول هياكلهم المزعومة هو باطل ..
ولو ان احزاب اسرائيل في الحكم وفي المعارضة تقرأ تطورات الاحداث التاريخية بصورة دقيقة لاختارت السلام انقاذا لاسرائيل..
سلامة العكور
الراي