قبل سنوات أنشأ أحد شباب الفيسبوك مجموعة بعنوان: (جمع مليون توقيع، ما بعرف ليش). لم أشترك في المجموعة ولم افتح الصفحة، لكن أعجبني العنوان لأنه يقدم نقدا متوهجا وجارحا لأساليب النضال الفيسبوكية التي تعتمد على جمع التواقيع وهي عبارة مطاطة، وبالتأكيد لن يوقع أحد، بل أن الجميع يقترف لايكات.... مجرد (لايكات) فارغة من المعنى والمبنى.
المحزن في الأمر أنك عندما تضع (لايكك) للمشاركة في حملة (جادة) مثل وضع شعار على جوجل أو مقاطعة سلعة ما، أو مطالبة بطرد سفير ما، أو دعم وضع اسم فلسطين على الخارطة، أو مقاطعة السلع الصهيونية أو غيرها.... المشكلة ليست في الموضوع بقدر ما هي في ذلك الرضى وتلك الطمأنينة التي تكتنفك وأنت تتوهم بأنك ناضلت من أجل شيء ما.
إنه ارخص نضال في العالم، وهو يعطينا احساسا مزيفا بأننا نشارك في صياغة العالم من حولنا، مع أننا في الواقع نحيا على هامش الهامش. قد يكون مثل هذا النضال مبررا للمواطن الأوروبي، الذي استكمل أكثراجراءات ديمقراطيته ثم جلس مرتاحا ليمعط اللايكات على راحته، إن شاء.
أما نحن العرب – يا حسرة – فإننا نحتاح الى أن نعمل 50 ساعة في اليوم حتى نلحق بركب العالم بعد ثلاثة عقود أو أكثر، لا أن نجلس على جاعد الإسترخاء ونشرع في سمط اللايكات، ثم نرفع انوفنا في الفضاء دلالة على الشمم والمجد والسؤدد والأبصرشوووووووووووووووو.
الدستور