العدوى في المستشفيات .. كورونا مثالا !
احمد حمد الحسبان
07-07-2020 12:14 AM
في النشرات اليومية لحالات وباء كورونا التي تصدرها وزارة الصحة، هناك إشارات متقطعة عن إصابات محلية، غالبيتها لمخالطين لمرضى مصابين بالفيروس. وتشير التقارير إلى أن نسبة كبرى من تلك الإصابات لمخالطين لمرضى داخل المستشفيات، ما يعني حدوث العدوى داخل المستشفى. الأمر الذي يفتح الباب على مصراعيه أمام ثغرات محتملة في عمليات العزل والوقاية، ذلك أن الترتيبات التي تتخذها وزارة الصحة واضحة ومحددة، وهناك وسائل محاسبة تطال من يخترقها بمن في ذلك من هم خارج المستشفى، وممن يطبقون عمليات الحجر المنزلي.
ومع أن «العدوى» داخل المستشفيات، ليست موضوعا جديدا، ولا ترتبط بوباء كورونا فقط، وإنما هو موضوع قديم، طالما جرى بحثه ضمن مؤتمرات علمية، وورشات متخصصة، على نطاقات محلية وإقليمية ودولية. إلا أن ما يتعلق بعدوى كورونا يكون مختلفا، حيث تجند الدولة كافة إمكاناتها لمنع العدوى في كل المواقع، وتفرض الحظر الشامل والجزئي للحيلولة دون توافر البيئة المناسبة لانتشاره.
وللتدليل على مدى انتشار العدوى داخل المستشفيات نشير إلى إحصائيات نشرتها كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. ففي الولايات المتحدة يُصاب ما بين 5 إلى 10% تقريبًا من المرضى الذين يجري إدخالهم إلى المستشفى بالعدوى، ويصل عدد الوفيات من بينهم إلى تسعين ألف مريضٍ كل عام.
وتشير تقديرات وزارة الصحة في إسرائيل إلى أن أكثر من 4 آلاف مريض يموتون كل عام نتيجة للإصابة بالعدوى في المستشفيات.
أما في الأردن، فقد اظهرت دراسة رسمية أجرتها وزارة الصحة عام 2008 أن معدل حدوث عدوى المستشفيات الأردنية 10.4 بالمئة. وخلصت الدراسة إلى اعتبار تلك النسبة أعلى منها في الدول المتقدمة. وأقل منها في دول المنطقة التي سجلت نسبا تتراوح من 12-16 بالمئة.
وبينما تعترف كافة وزارات الصحة العالمية بخطورة العدوى من الأمراض العادية داخل المستشفيات، هناك توافق دولي على توفير كافة سبل الحماية فيما يخص الأوبئة، ومنها كورونا الذي هز العالم كله.
وعلى الصعيد المحلي، تعتبر المرجعيات المختصة أية ثغرة يمكن أن ينفذ منها الوباء، بمثابة نكسة تستدعي جهدا ووقتا وكلفا كبيرة. وترى أنها أكثر خطورة فيما إذا كانت داخل أحد المستشفيات. حيث درجت العادة على تهيئة المواقع بشكل كامل، بحيث يكون بعضها مخصصا للحجر، والبعض الآخر للحجز أو العزل، ويتم توفير كافة متطلبات الحماية من ملابس وغيرها للممرضين والأطباء، وتمنع الزيارات للنزلاء، وتقتصر عمليات التواصل مع الخارج على أحاديث هاتفية، أو مشاهدات من خلف قواطع زجاجية. بحيث لا يكون اختلاط مع المرضى طيلة فترة العزل.
كل تلك الإجراءات، تعني بالنسبة لنا أن إمكانية العدوى مستحيلة، ما لم تكن هناك اختراقات لمنظومة العزل بمواصفاتها المتشددة.
كل ذلك لا يقلل من شأن وأهمية الجهد الذي قامت وتقوم به وزارة الصحة، وكافة المرجعيات الصحية. فما قامت به شيء عظيم، يستحق التقدير والاحترام.
لكن السؤال يبقى قائما حول ملف العدوى داخل المستشفيات، الذي نتمنى أن يغلق تماما كجزء من منظومة المكافحة لهذا الوباء اللعين.
Ahmad.h.alhusban@gmail.com
الرأي