الامن الغذائي الاردني بين التوجيهات الملكية السامية والتوجهات العالميةد. محمد العون
06-07-2020 12:10 PM
يعتبر جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله رائد استشراف مستقبل واهمية الامن الغذائي على مستوى الاقليم، والذي يتضح جلياً من خلال التوجيهات الملكية السامية للحكومات المتعاقبة في كتب التكليف السامية لايلاء ملف الامن الغذائي الاولوية، ويكاد لا يخلو كتاب تكليف سامي او مبادرة ملكية سامية من التركيز على الامن الغذائي الاردني وتحقيق رفاهية وجودة الحياة للمواطن الاردني وفق افضل المعايير العالمية، وفي هذا المقال لا يمكن حصر التوجيهات والمبادرات الملكية السامية والتي لو تم الاخذ بها وتنفيذها وفق الرؤيا الملكية السامية لكانت الاردن ضمن افضل دول العالم من حيث الترتيب في مؤشر الامن الغذائي العالمي. وهنا يتسحضرني كتاب التكليف السامي لحكومة دولة سمير زيد الرفاعي بتاريخ 09 كانون الأول/ديسمبر 2009 والذي اقتبس منه نصا واضحا موجها لالية عمل مستدامة حيث وجه جلالته انه "يجب أن تركز السياسة الاقتصادية الحكومية على تحقيق الأمن الغذائي والمائي وتلبية احتياجات المملكة من مصادر الطاقة، عبر التخطيط بعيد المدى وإقامة المشاريع الكبيرة القادرة على تلبية احتياجاتنا المتنامية. ولتحقيق أفضل النتائج الممكنة، وفي ضوء تداخل مشاريع الماء والغذاء والطاقة، على الحكومة أن تضع الأطر المؤسسية التي تضمن أعلى درجات التنسيق في إدارة المشاريع في هذه القطاعات والاستثمار فيها، ..... ويحتاج قطاع الزراعة، الذي يشكل احد أهم ركائز الأمن الغذائي، إلى المزيد من الرعاية والاهتمام، وذلك من خلال إيجاد المشاريع الداعمة للمزارعين، وإعفاء مستلزمات القطاع الزراعي من الضرائب، وتقديم القروض الميسرة للمزارعين، وإيجاد الأسواق الجديدة لمحاصيلهم." انتهى الاقتباس، ويتضح ان جلالته وضع الموجهات والخطوات الضرورية لتحقيق امننا الغذائي وما على الحكومات الا التنفيذ وفق الرؤيا الملكية السامية، كما لا بد من الاشارة الى اعلان جلالته لعام 2009 على انه عام الزراعة وعلى الحكومات ان توفر البيئة التنموية الحاضنة لجعل هذا العام نقطة انطلاق لتطوير القطاع الزراعي وتحقيق الامن الغذائي الذي نصبو اليه. وعلى الرغم من التوجيهات والدعم الملكي السامي المستمر الا ان الامن الغذائي لم يصل الى المستوى الذي وجه جلالته الحكومات لتحقيقه وهذا يتضح من خلال تصنيف المملكة الاردنية الهاشمية ضمن المرتبة 64 من بين 113 دولة على العالم وفقا لمؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2019 الصادر عن وحدة المعلومات الاقتصادية التابعة لمجلة ’ الإيكونيميست‘،ومن مفارقات الامور ان كثير من الدول التقطت افكار وموجهات جلالته بشأن الامن الغذائي وبنت عليها استراتيجات وسياسات واستقطبت خبراء اردنيين وحسنت من ترتيبها على المستوى العالمي في مؤشر الامن الغذائي رغم انها دول محدودة الموارد الزراعية، بينما لم تلتقط حكوماتنا التوجيهات الملكية السامية او انها لم تعرف كيف تحولها الى واقع عملي يخدم اردننا الحبيب ويحقق رؤية جلالته بشأن ملف الامن الغذائي. وعطفا على استشراف جلالته لاهمية الامن الغذائي يمكن الرجوع الى مقابلة جلالته مع مجلة دير شبيغل الالمانية بتاريخ 15 أيار/مايو 2020 عندما سئل عن ما هي تداعيات انتشار الفيروس على السياسة العالمية؟ حيث اجاب جلالة الملك: التداعيات تجلبُ واقعاَ جديداَ يتسم بعدم اليقين، الصحة والأمن الغذائي أصبحا على رأس الأولويات، فمثلا؛ أوروبا لديها أراض زراعية خصبة، وستعمل على تخزين المؤن الغذائية لديها، وهذا قرار مفهوم، ونحن أيضاً بدأنا بالاستثمار بشكل كبير في تخزين القمح، ولدينا مخزون يكفي لعام ونصف العام بشكل مريح، ولكن ماذا بعد؟ في مناطق كثيرة حول العالم، سيكون خطر الموت جوعاً أكبر من خطر الفيروس نفسه. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة