عِشِ الألمْ .. اصحَ بمعاناتِكَ .. و نَمْ
د.يوسف صفوري
05-07-2020 07:47 PM
عِشِ الأَلَمْ
اصحَ بمعاناتِكَ
و نَمْ
ابكِ دمْ
أو حتّى
اغرق في الألمْ
ذليلٌ يتنقّلُ بين الحنايا
و "الجبروتُ زائفٌ" أمام الرعايا
و الرعايا حَفنةٌ لونهم كلونِه "طَبْعَاً" و "تَطَبُّعَاً" !
و الأخلاق أيضاً كخلقِه
ضاقت الأرض ذرعاً من نوعِهم
و ضاقت الخلائق من نهَمِهِم
في دواخلهم يعلمون الحق
لكنّ الجحود فيهم يُنكِرُ الحقَّ "تَكَبُّراً" و "تَزَلُّفَاً"
قد كان لا كنا برفقتهم و لم يكن
قد كان حكّمنا العقول و لم يكن
قد كان الكثير لم يكن
حتى كان الندم بعد أن ضاقَ الذرع ب (كان)
و الشّابّ في داخلي قد كان أيضاً "شابّ" حتى "شَابْ" !
شربنا الذُّل من رابطة الدم
شربنا الجحود من رابطة الدم
شربنا الغدر من رابطة الدم
شربنا الظلم من رابطة الدم
شربنا الموت من رابطة الدم
فمهما شربنا من ضفافكم "الملوّثة" ما عدنا نُعيركم اهتماماً ..
و بعد حينٍ:
قد كان الواجب "حتماً" عليكم الندم بعد مُضيّنا من حَقلِكُم و لم يكن...
أو حتى القليل من جلد الذات
فشتّان بين زهرةٍ في حقل أشواككم لم تكترثوا لها
و بين اكتراثكم لكل الأشواك
لكنني على يقينٍ بأنه سيكُن
ربّما ليس اليوم لأنكم ما زلتم "تائهين" في دياجير الظلام
لكنَّ السكرة لا بد أن تزول فالسكرةُ تَعقُبها الفِكرة "و لو بعدَ حين"
والآية منقلبة بعدها
فالوردُ تَطَبَّعَ بالشوك حفاظاً على نفسه
ليقول مجدداً لكل نادمٍ بعد فوات الأوان:
عِشِ الأَلَمْ
اصحَ بمعاناتِكَ
و نَمْ
ابكِ دمْ
أو حتّى
اغرق في الألمْ.