بيني وبين مجلة "أفكار" وُدٌّ قديم يرجع إلى منتصف خمسينات القرن الماضي أيام كان رئيس تحريرها الأديب الكبير المرحوم محمود سيف الدين الإيراني وقد استمر تعاوني معها إلى الآن.
أقوم بتزويدها بقراءات في كتب أدبية مختارة وأحياناً بحوارات قصيرة مع أدباء عرب كبار.
قبل أيام أردت إجراء حوار مع أحد عُمُد الفكر في الأردن والعالم العربي وهو الدكتور هشام غصيب صاحب العلم العزير، وحين عرضت أسئلة الحوار عليه قال لي إنها أسئلة تستحق التفكير قبل الإجابة بمعنى أنه استملحها. وهذا ما كان. تم الحوار معه وأردت نشره في "أفكار" التي أعتزّ حقاً بها. وقبل أن أرسل نص الحوار، أردت أخذ موافقة اللجنة الاستشارية فيها على مضمون الأسئلة.
كانت المفاجأة الاعتذار عن الحوار اعتماداً على الأسئلة المرسلة.
أما الأسئلة فتتعلق بأسباب تخلفنا العربي.
وسؤال آخر يتعلق بالديقراطية الأثينية باعتبارها أول شكل من أشكال ديمقراطية الكادحين.
أما السؤال الثالث فيستفسر عن العقبات التي تحول دون تجسيد العقلانية العلمية في بنية التفكير العربي.
والسؤال الرابع عن سبب إخفاق الحركات النهضوية العربية. أما السؤال الخامس فعن عيوب "الديمقراطية الليبرالية".
حزّ في النفس أن ترفض اللجنة الحوار قبل أن تجيز لي إرساله لمطالعته.
كما أتمنى أن تظل مجلة "أفكار على كفهدي بها مفتوحة صفحاتها لجميع وجهات النظر المتعلقة بالفكر الإنساني. ما حدث بعد الاعتذار أنني قمت بإرسال الحوار لعمون الإلكترونية التي نشرته على الفور كما أرسلته لجريدة القدس المقدسية لتنشره في الركن الثقافي.
مرة أخرى أقول إني أعتز بـِ "أفكار" آملاً أن تظل كسابق عهدها حاضنة للإبداع الثقافي.
كنت أتمنى على اللجنة الاستشارية أن تقرأ الحوار، فإن رأته منسجماً مع سياسة المجلة نشرته وإلا اعتذرت عنه.
وكما أرى فإن حواراً معمقاً مع قامة فكرية هي قامة الدكتور هشام غصيب كان ينبغي أن يرى النور على صفحات "أفكار".
مرة أخرى أشيد بهذه المجلة العريقة التي تخدم الفكر والثقافة مُثمّناً دورها في عملية "التنوير" المعرفي.