موقفنا من القضية الفلسطينية: إيمان وثقة وقوة
محمد يونس العبادي
05-07-2020 01:24 AM
في لقاءٍ مع رفاق السلاح من المتقاعدين، يبعث جلالة الملك عبدالله الثاني برسائل الأردن الصلبة الرافضة لتوجهات اليمين الإسرائيلي المتطرف بضم الأراضي الفلسطينية.
حديث جلالة الملك خلال لقائه متقاعدين عسكريين، حملّ رسائل أهمها أنه تزامن مع الاول من تموز وهو موعد إعلان الضم المفترض، وأكّد أن الأردن يترقب ما سيجري خلال "الأسابيع المقبلة".
ميزة اللقاء الملكي، أنه حمل أبعاداً تتعلق بالتوقيت، وأن الأردن يقظ حيال ما يجري على الأرض، ومدرك لدوره الصلب وضرورة تعزيزه في مواجهة مخططات اليمين المتطرف.
كما أنه حمل رسائل تؤكد على أنّ الأردن يصوغ جبهة التصدي للمخططات اليمينة مدعوماً بجبهة داخلية قوية تقف وراء الملك، بالإضافة إلى جبهة عربيةٍ في إشارة إلى مواقف الدول العربية.
اللقاء الملكي، يؤكد أنّ الأردن يدرك الأدوار المناطة، ويسهم في التصدي لما يصوغه اليمين المتطرف من خطوات باتت تتباطأ أمام الجبهة الرافضة لهذه التوجهات.
فأوروبا من خلال مؤسسة الإتحاد الأوروبي، باتت اليوم جزءاً من الحراك الرافض للمخططات اليمينة الأمريكية الإسرائيلية، علاوة على الموقف البريطاني المؤكد التزامه بحدود 1967م.
ما نواجهه اليوم، أننا أمام يمين متطرفٍ يستغل شعارات الضمّ وتقديم مخططات من قبيل "صفقة القرن" وسواها لإرضاء المناصرين له بالشارع لحسابات انتخابية على حساب عقودٍ من المفاوضات للوصول إلى حلٍ مرضٍ ينصف فيه الفلسطينيون الذين اختاروا طريق المفاوضات كي تكون محطته الأخيرة "الدولة" لا ما يقدمه ترامب من تصوراتٍ هي أقرب ما تكون إلى ضرب خيالٍ لا ترتضيه الشعوب.
الأردن، بدبلوماسية وحنكة ملكية، كان واضحاً منذ لحظة الإعلان الأمريكي عن الصفقة ونقل السفارة والضم، وتحرك بشكل أفقيٍ ليكون مؤثراً بدوائر القرار الأمريكية، ومثالاً ما حمله لقاء جلالة الملك بلجانٍ مؤثرةٍ في الكونغرس ومجلس النواب الأمريكي قبل أسابيع من مضامين رافضة لاسترسال إدارة ترامب بدعمها للتوجهات الإسرائيلية.
الأردن، يدرك أنّ المنطقة العربية اليوم، ليست بوضعٍ مريح، ولكنها أيضاً، ليست بالوضع الذي يقبل تمرير مخططٍ غير عادلٍ يتناقض مع ما ذهبنا إليه لأجل تحقيق السلام.
إنّ الأسابيع المقبلة مفتوحة على خيارات عدةٍ، يعبر عنها ما يصدر من إشارات حول الضم وحجمه أو التراجع عنه سواء إسرائيليا ًأم أمريكياً، فالتباطؤ مؤشر على "ضبابية الرؤية" والتردد في تنفيذها، وهو أيضاً، إدراك للرسائل الأردنية والعربية والأوروبية الرافضة للضم وتحذيرها من العواقب وتقديمها البديل وهو المضي بقرارات الشرعية الدولية.
تاريخياً، حمل الأردن عبئاً كبيراً لمواقفه العربية، وبذل الدم والمال لأجل فلسطين، وما من سيرةٍ لملوك بني هاشم إلّا وتحمل في ثناياها تضحية لأجل فلسطين ومقدساتها وشعبها.
نعم، إنّ اللحظة التي نمر بها تاريخية اليوم حيال فلسطين حاضراً ومستقبلاً، ولكن، أيضاً، هناك لحظة وموقف أردني واثق من ذاته وشرعيته ومشروعيتة رؤيته، يعرب عنه جلالة الملك عبدالله الثاني بإيمانٍ وثقةٍ وقوة، ومطلب عادلٍ.