كلنا كمواطنين متساوون في الحقوق والواجبات ، وما نحتاجه أن تحمينا حكومتنا المهيبة من جبروت المتنفذين ، ومن ثم علينا حين نطالب ان لا يمتلك حق مواطنيها سوى القانون العادل لا غيره .
علينا أن نعي تماماً إن التفكير الجدي في مواجهة الظروف التي خلفتها الجائحة العالمية يمكن ان يقودنا الى تجاوز المرحلة ، فلا يمكن أن يأتي الحل ممن امتلأت قلوبهم ونفوسهم من ابتزاز الوطن والحسد للنجاحات التي حققها غيرهم في ظل فشلهم وعجزهم عن تقديم المفيد والنافع للمضي قدما في العملية الاصلاحية وانقاذ الوطن من كل التحديات ، وقد أثبتت الايام الماضية فشل المغرمين بالبهرجة الفارغة ، ولذلك يكفي ضحكاً على البسطاء ، ما ينقصنا ليس سوى الإصلاح الحقيقي ، فاتركوا الاصلاح لذوي الفكر الاصلاحي الحقيقي الذين يفكرون في مستقبل الاردن بعيداً عن النهب والسلب والهوس ، والكف عن المزايدات التي لاتُسمن ولاتُغني من جوع ..
لذلك .. لا ولن تكون الحكومة قوية إلا إذا غلّبت مصلحة القانون على سلطات الافاكين والحيتان والمتنفذين والوصوليين ، وللتذكير فقط أن الحق هو من يمنح الإنسان إرادته الحرة ، وبما أن على الدولة أن تصون هذه الإرادة ، فإن على إرادتنا الوطنية أن تشكّل الهوية المعتبرة والناضجة لتطور المجتمعات ، بلغة أخرى يؤكد التاريخ أن على المواطنين الارتقاء إلى مصاف فكرة الدولة ، بمقابل أن على الدولة الارتقاء إلى مصاف قيمة المواطنين ، وبالضرورة فقط وحدها الدولة من يجب أن تمثل كل المواطنين ودون أدنى تمييز .
وبذلك .. علينا الانتباه لحقيقة هامة ، ونذكر حكومتنا المهيبة ان المتنفذين اصحاب القوى الإفسادية سيدخلون المواطنين والدولة في ورطة تلو أخرى ، والمعنى أن التزامنا يجب أن يكون قوياً إلى جانب تقوية الدولة والمواطنين معاً وتقليص المسافة بينهما على الدوام ، هذا هو الرصيد الوحيد والممكن الذي لم يُستغل بعد من أجل قوة الدولة والوطن وصون كرامة ابنائه .
وبالتالي .. فإن اي خطاب استغلالي هو بكل بساطة نتيجة طبيعية لاضمحلال الوعي الوطني الحقيقي ، إضافة إلى ضمور صيانة القانون بما ينبغي للدولة أن تحققه كدولة لصالح المواطن ، هذا المواطن الذي يلتف حول الدولة ويحميها فتحميه في علاقة متبادلة وذات أهمية قصوى لنجاة المجتمعات وتقدمها .
ان واجب كل الاردنيين اليوم ، ان يقفوا صفا واحدا ضد من يريدون إهانة احلامنا الوطنية وقهر تطلعاتنا النهضويه ، وسلب انجازاتنا التنمويه ممن تسيطر عليهم الغرائز الذاتيه والدلالة الخرقاء للاستخواذيه ، والنزوة الفوقية والغطرسة الاستعلائيه ، فمن مصلحتهم السعي لاطالة امد بؤسنا ، فهم فقط من يفكرون بمصالحهم الشريرة ومكتسباتهم غير المشروعة ولمغنماتهم المكشوفه ولفسادهم المستشري لمزيد من الاستغلال ..
.. ساكون فخورا كمواطن أردني بمن يتطلعون الى الاصطفاف الوطني الواحد ويلتفّون بغطاء قيادتهم الهاشمية ، ويستنيرون بفكر مليكنا الطموح من اجل حياة حرة كريمة لكل الاردنيين ، بعيدا عن أصحاب البطولات الوهمية الذين لاتهمهم رفعة الوطن ولايؤمنون باخلاقهم الإنسانية بقدر إيمانهم بتنفذهم ووصوليتهم .
وليخسأ الفاسدون والمتنفذون والمتغولون على قوت المواطنين .
ودمتم سالمين