ماكرون يستبدل رئيس وزرائه اليميني بكاستيكس اليميني
أ. د. ناهد عميش
04-07-2020 12:52 AM
بعد ثلاث سنوات من العمل، قدّم رئيس الوزراء الفرنسي Edward Philippe استقالة حكومته، وبعدها بساعات تم تكليف Jean Castex بتشكيل الحكومة الجديدة، وهو قريب من الرئيس السابق Nicolas Sarkozy فقد عمل مستشاراً له للشؤون الاجتماعية إبان ولايته رئيساً للجمهورية. لم يسبق لCastex ترؤس حزب سياسي، وهو شخصية ليست معروفه جداً من قبل الفرنسيين، ولكنه كان مكلفاً باستراتيجية الخروج من الحجر الصحي في الفترة السابقة.
الرئيس ماكرون أعلن عن الأولويات التي حددها للفترة المتبقية لولايته؛ وهي سنتان، وأهمها تحسين القطاع الصحي، والعودة للمفاوضات لإصلاح نظام التقاعد.
هذا التغيير لم يكن مفاجئاً؛ إذ تناولت وسائل الإعلام منذ فترة خبر يفيد باحتمال قيام الرئيس ماكرون بتعديل وزاري لكي يعطي دفعة جديدة لما تبقى من ولايته التي تنتهي العام 2022.
وقد شهدت علاقة الرئيس ماكرون برئيس الحكومة إدوارد فيليب بعض التوتر وبخاصة في موضوع إدارة أزمة كورونا. ومن الممكن أن تكون نتائج استطلاع الرأي الذي قام به معهد إيفوب قد زادت من هذا التوتر ولا سيما أن الاستطلاع أظهر تراجع شعبية الرئيس ماكرون مقابل ارتفاع شعبية رئيس حكومته إدوارد فيليب.
إذ كشف الاستطلاع أن 60 % من الفرنسيين غير راضين عن سياسة الرئيس ماكرون، مقابل 39 % من المؤيدين ، بينما أعرب 49 %من المستَطلعين عن رضاهم على الأداء الحكومي.
ومن اللافت للنظر أن رئيس الحكومة الجديد ينتمي لحزب إدوارد فيليب LR "الجمهوريون"نفسه ،بالرغم من تصدر حزب "الخضر" Les Verts انتخابات رؤساء البلديات الفرنسية.
يرى بعض المحللين بأن ماكرون أراد الاستغناء عن إدوارد فيليب السياسي المحنك برجل تنفيذي يقوم بتنفيذ سياسات ماكرون بعيداً عن الصراعات السياسية، حيث اعتبر البعض أن فيليب كان يشكل عقبة لماكرون في تنفيذ بعض سياساته.
جاء اختيار الرئيس لشخصية يمينية مفاجئاً للبعض؛ فقد كان متوقعاً اختيار رئيس حكومة ينتمي لليسار كرد على صعود حزب الخضر والاحتجاجات التي شهدتها فرنسا من قبل "السترات الصفر" منذ فترة.
من المعروف أن ماكرون ينوي الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فهل يكون سبب اختيار Castex يكمن بهدف تعزيز فرصته في النجاح في الانتخابات ؟ وهل سيتم اختيار وزراء ينتمون لحزب الخضر والحزب الاشتراكي لضمان فرص كبيرة له في النجاح لولاية ثانية في الرئاسة الفرنسية ؟ أم أن اختيار Castex كان رسالة للفرنسيين بأن الأخير كان له الفضل بخروج فرنسا من الحجر الصحي وليس إدوارد فيليب. الأيام المقبلة ستحمل لنا الأجوبة عن هذه الأسئلة.