نبارك للإخوة موفق محادين والدكتور سفيان التل على الإفراج عنهم بكفالة, وإن كان هذا لا يعني أسقاط التهم عنهم. فالمعروف عن الكفالات أنها إخراج مؤقت من التوقيف لحين المحاكمة, فإما البراءة أو الإدانة. ففي الوقت الذي نسأل الله للأخوين السلامة من كل شر الا ان قضيتهما تفتح الباب أمامنا للنقاش حول فكرة معينة تطرق اليها الكتّاب حديثا ومنهم أنا شخصيا بمقالي "حرية الصحافة الكترونيا" على صفحات عمون. فقد سلطنا جميعا الضوء على حرية الصحافة وأغفلنا جميعا بما فيهم كاتب هذه الكلمات قضية أخرى وهي حرية القارىء لمقال ما أو المستمع لبرنامج اذاعي ما أو المشاهد لحلقة على قناة معينة. فماذا نفعل اذا وجدنا بعلمنا المتواضع أن هذا الكاتب أو ذاك قد آذى مشاعرنا بما يقول. طبعا نحن نتحدث عن القضايا الوطنية الكبيرة وليست سفاسف الأمور منها, فهل يجوز لنا أن نحتج اذا سمعنا أحد السياسين أو الكتّاب الكبار على فضائية معينة وهو يقسّم العرب عربين على سبيل المثال لا الحصر.
لقد طالبنا جميعا بتطبيق النطق السامي لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين عندما قال أن حرية الصحافة سقفها السماء. وعارضنا التوجه الحكومي الى إصدار قانون مراقبة المواقع الإلكترونية, حتى لا تكمم الأفواه الوطنية أو تراقب الأقلام الشريفة. ولكن الذي حصل أن هذه الأقلام تريد الحرية لنفسها فقط أو لمن يساندها وفي نفس الوقت تريد حجبها عن غيرها. لذلك هم يرون أنه لا يجوز لأحد من الناس أن يحتج على ما يقولون, واذا رفع المواطن صوته محتجا على ما يسمع ينعت بأنه عميل للحكومة ولغاية هذه اللحظه لا أفهم كيف يمكن لمواطن أن يتهم بالعماله لحكومة بلده.
لم أتشرف بمتابعة ما صرح به الإخوان لقناة الجزيرة, فأنا لست من المتابعين لهذه القناة لأن أهمتمامي أصبح بالصحافة الالكترونية منذ فترة من الزمن, ولكن الذي عرفته أن مجموعة من الإخوة المتقاعدين أو المحاربين القدمى لم يعجبهم ما قالوه وتوجهوا للقضاء ليقول كلمته العادله في هذا الشأن. فما الذنب الذي اقترفه هؤلاء الششرفاء من أفراد قواتنا المسلحة, وللأسف تابعت على صفحات المواقع الألكترونية من يتهم هؤلاء الأشراف بأنهم مدفوعون من الحكومة ضد هؤلاء الكتاب, وكأنه ليس من حق المواطن أن يتوجه للقضاء, وهذا يعني انهم يشككون بنزاهة القضاء. وقد توسع أحد الكتاب الكبار بأن اتهم بعض الكتاب الذي لا يتماشون مع خطه أو يحتجون على بعض ما يصدر عنه انهم من جماعة الحكومة بعد أن وصفهم بالغُشم. وسؤالي لحضرته انه اذا كان هؤلاء الكتاب (الغشيمون) من جماعة الحكومة الوطنية فمن اي جماعة هو ؟
فيا سيدي الكريم, فكما تطالب أن تكون حراً لتقول ما تشاء فلتعطنا بعض الحرية لنقول (لا) اذا وجدنا ما يعكر صفو وحدتنا الوطنية أو يشكك بدرع الوطن الغالي وهو قواتنا المسلحة الباسلة. لا أريد القول بأنني لست مع هذا الطرف أو ذاك لأنني ما زلت أرى الجميع طرفاً واحداً وليسوا طرفين, فنحن لا نشكك بالنوايا الحسنة للجميع. لأن الكل يدعي وصلا بليلى كما يقول الشاعر
وكل يدعي وصلا بليلى وليلى لا تقر لهم بذاكا
فإذا فرت دموع من جفون تبين من بكى ممن تباكى
فالمطلوب هو نقطة التقاء بأجندة وطنية أو بميثاق شرف أو مدونة سلوك وطنية تلزم الجميع بأن يجعلوا الأردن دائما نصب أعينهم فعلاً لا قولاً فقط وينصروه ولا ينصروا عليه ويعينوه ولا يعينوا عليه عن غير قصد طبعاً, فهو منا ونحن منه. وليكن شعارنا دائما "تعالوا الى كلمة سواء". والكلمة السواء في هذا الموقف هي الوطن.
وفقنا الله وإياكم جميعا لما فيه الخير للأردن ليقى دائما أولاً.
alkhatatbeh@hotmail.com