بداية لا بد وللإنصاف, من الإشادة والتقدير العالي للنهج الذي يقوده معالي وزير التربية والتعليم الدكتور تيسير النعيمي شخصيا وطواقمه بالضرورة , ومنذ وقت مبكر في إشاعة الطمأنينة والسكينة بين صفوف الطلبة وأهاليهم حول الإمتحان وإجراءاته وعلى نحو يسجل للوزير شخصيا ولمسؤولي الإمتحانات . تلك حقيقة لا ينكرها غير جاحد , فالوزير قدر عاليا ظروف الطلبة والبلد عموما وأدى حتى اللحظة عملا رائعا يشكر عليه كثيرا .
وعملا بالتشاركية في المسؤولية وكأب لطالبة توجيهي أضع الملحوظتين التاليتين أمام السيد الوزير وكل من له دور يتصل بالإمتحان وإجراءاته في ظل أزمة كورونا .
الملحوظة الأولى : لم يكن الوقت المخصص لإمتحان الرياضيات كافيا , وقد بدا ذلك واضحا في أحاديث الطالبات مع أهاليهن خارج قاعة الإمتحان التي كنت موجودا في ساحتها ككل الأهالي الذين حضروا في نهاية الإمتحان لإعادة فلذات أكبادهم إلى بيوتهم والإطمئنان منهم بتلهف قبل ذلك عن سير الإمتحان .
وعليه فأنا على يقين من أن الوزارة ستأخذ هذا الأمر بعين الإعتبار عند التصحيح . ولقد سرنا كأولياء أمور ما نسب للسيد الوزير من تصريح حول لجنة تدرس هذا الأمر , فقد علمت أن طلبة لم يتمكنوا من إجابة آخر عدة أسئلة في الورقة الثانية نظرا لنفاذ الوقت الذي إستنفذت الورقة الأولى معظمه ! . لا أدري ربما يتطلب ذلك حذف بعض الإسئلة من الورقة الثانية مثلا ! . طبعا القرار لتقديرات الوزارة .
الملحوظة الثانية تتعلق بالإختلاط غير المعقول بين الطلبة أنفسهم وبينهم وبين أهاليهم " آباء وأمهات واقارب " عند خروجهم من الأمتحان دون مراعاة لشروط ومتطلبات السلامة العامة . هذا الأمر شاهدته شخصيا ومؤكد أنه ينطبق على جميع قاعات الإمتحان بعد مغادرة الطلبة لها والإلتقاء بأهاليهم .
هذه الملحوظة لا تخص وزارة التربية والتعليم وحدها بل جميع من لهم دور ومسؤولية بما في ذلك الأهالي , فلا يعقل أن يتجمهر مئات المواطنين متحلقين حول أبنائهم وبناتهم دون أدنى تقيد بإرتداء الكمامات وبتقارب جسدي لصيق في وقت جد خطير ينخرط فيه أكثر من 180 ألف طالب في الإمتحان ولو أضفنا إليهم الأهالي لإرتفع العدد ربما إلى نصف مليون مواطن أو أكثر من بيئات مختلفة يتخالطون في ساعة واحدة خارج قاعات الإمتحان وعلى نحو فوضوي واضح تماما يشهد إكتظاظا وأزمة سير .
لا أدري هل يمكن منع الطلبة من مغادرة القاعات دفعة واحدة والسماح بخروجهم على شكل مجموعات قليلة متباعدة وملزمة بإرتداء الكمامات التي توفرها الوزارة مشكورة ! . وهل مطلوب من رجال الأمن إلزام الأهالي بعدم التجمهر متقاربين خارج القاعات وبإرتداء الكمامات تنفيذا لأوامر الدفاع ! .
ما يجري هو إختلاط خطير جدا بين مواطنين كثر في زمن جد صعب وخطير يتطلب إلتزاما كاملا بشروط السلامة العامة .
نأمل أن يسير الإمتحان على خير وأن لا يكون لا سمح الله سببا في تمدد الوباء نظرا للإزدحام بين مواطنين كثر في وقت واحد .
الله من وراء قصدي.