امتاز الأردن عبر العقود الطويلة بقوة وثبات مؤسساته الدينية، وتقف وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية على رأس هذه المؤسسات، حيث تحمل عبئًا كبيرا من التخطيط السليم والدقيق لإبراز صورة الإسلام الحقيقية في التسامح والصورة الناصعة لأداء القائمين على هذه المهمة الجليلة.
اليوم، يقف على رأس قيادة هذه الوزارة الهامة والمتشعبة المهام، رجل تربى في مدرسة الإسلام الحقيقية، سماحة الدكتور محمد الخلايله، حيث أبدى الرجل أداء مميزا في إدارة مهامه الثقيلة بكل حزم وعزم دون أي تردد، وهو يقود وزارته نحو النجاح الكبير في مهامها. خذ مثلا، إعادة التوازن لخطبة الجمعة التي أظهرت في الفترة الأخيرة عمقا وانضباطا واضحين من خلال إشراف الوزير نفسه على إعادة تأهيل الخطباء ودعمهم بكل السبل حتى يستطيعوا أداء مهامهم بكل تمكن واقتدار.
ناهيك عن ما قام به خلال الأزمة الأخيرة لجائحة كورونا، حيث أظهر الخلايلة تفاعلا كبيرا مع الجهد الوطني الذي قاده جلالة الملك عبدالله الثاني، فجاب البلاد من أقصاها إلى أقصاها حاملا معه الدعم المادي الكبير للمحتاجين أينما كانت مواقعهم دون تصنع وتكلف، والأهم من ذلك الجرأة والحزم في موضوع تعليق الصلاة في المساجد حماية للناس ومنطلقا من القاعدة الشرعية في الحفاظ على النفس البشرية والقاعدة الأخرى التي تقول لا ضرر ولا ضرار، متجاوزا بذلك كل محاولات المزايدة الفارغة من قبل البعض الذين حاولوا الاصطياد في الماء العكر بخصوص هذا الموضوع، ولكن جاءت جرأة الوزير الخلايله وحجته دامغة، فكان بذلك يحمي الآلاف المؤلفة من أبناء المجتمع ولعمري إنه كان منطلقا بذلك من قوله تعالى " ويريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " ، والحديث الشريف " إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه "
أما عن الجانب السياسي بخصوص المسجد الأقصى والاعتداءات اليهودية والصهيونية المتكررة على حرمته، كان الوزير الخلايله ملتحما بثقة كبيرة مع الموقف الملكي في هذا الأمر انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف، حيث تصدى على رأس فريقه لكل المحاولات الإسرائلية للتشويش على دور الأردن في حماية هذه المقدسات، وهنا تبرز إمكانيات الوزير السياسية إلى جانب إمكانياته الفقهية والإدارية.
من الجميل جدا أن يكون على رأس وزارة كبرى وكما قلنا ذات مهام متشعبة رجل عالم كسماحة الدكتور محمد الخلايله الذي الذي أظهر الصورة المشرقة للعلماء الحقيقيين عندما يتولون المسؤولية .
هذه انطبعات تشكلت عندي خلال الأزمة الأخيرة وانا الحظ اداء وزارة الاوقاف المتقدم ترقدما واضحا متصاعدا عل كل الصعد.. منطلقة من قواعد الشريعة الحقيقية بعيدا عن التعصب والغلو أو التفريط متمسكة بروح الوسطية في الاسلام العظيم..