بصراحة: هل نجح "التّعليم عن بُعد"؟
يوسف عبدالله محمود
01-07-2020 12:08 PM
كوليّ أمر ومربٍّ قديم أقول إن "التعليم عن بُعد" نجح ولم ينجح. نجح مع طلبة الجامعات وطلاب الثانوية العامة. لكنه لم ينجح – كما أرى- مع طُلاب المرحلة الأساسية أو الابتدائية.
أولاً: لأن طلاب المرحلة الأساسية مداركهم على استيعاب الدروس عن بُعد محدودة جداً. وثانياً: أولياء أمورهم عند عجزهم عن معرفة الإجابة الصحيحة سيقدمون لهم الإجابة السليمة، وهنا يكون ولي الأمر هو الذي تم امتحانه.
الآن ونحن مقبلون على السنة الدراسية الجديدة أقترح على وزارة التربية والتعليم تأجيل موعد العام الدراسي إلى أن تخفّ وطأة جائحة كورونا وليس تقديم الموعد كما تناهى إلى مسامعنا.
صحة الطلاب وسلامتهم قبل أي اعتبار.
تأجيل موعد العام الدراسي لن يُلحق ضرراً بالعملية التعليمية.
وعليه فإني أضم صوتي للرأي القائل إن رِضى الطلاب ليس كافياً لكي تعتبر عملية التعليم عن بُعد قد نجحت للأسباب السابقة.
لا يجوز أن نركب رؤوسنا فنقول إن هذه العملية التعليمية قد نجحت تماماً.
هي مُناسبة لطلبة الجامعات، لكنها ليست مُناسبة لطلبة المرحلة الأساسية كما ذكرت.
ملاحظة أخرى على الهامش أوجهها للمدارس الخاصة أن ترأف بحال أولياء أمور الطلاب لديها فتخفف من أقساطها تقديراً للظروف المعيشية الصعبة.
الربح المعقول فيه بركة وفيه مخافة الله سبحانه وتعالى.
أعود فأقول إن تقديم موعد العام الدراسي القادم ليس من المصلحة العامة في ظل وباء لا يرحم.
وكما قيل الضرورات تبيح المحظورات.
ملاحظة أخرى أستطرد فأشير إليها وهي أن الأسئلة الموضوعية التي تعتمدها عملية التعليم عن بُعد "لا تُجدي دوماً". إجابة "صح" أو
"خطأ" ليست كافية لاختبار قدرات الطالب.
الاستغناء أو تجاهل "لماذا"؟ وَ "كيف"؟ لا يخدم العملية التعليمية.
والإجابة التي تتضمّن "لماذا"؟ وَ"كيف" غير مُتاحة في عملية "التعليم عن بُعد".
والله من وراء القصد.