مهما كانت مواقفنا من حكوماتنا العربية لعوجها أو غطرستها ودكتاتوريتها وفشلها في إدارة ملفات السياسة والاقتصاد والتعليم والاجتماع والفكر ، فهذا لا يعني أن نصطف مع العدو الخارجي ونستقوي به لأن هذا يعني العمالة والبيع السياسي والارتهان للأجنبي، ولهذا نقف اليوم ضد قانون قيصر الموجه اليوم ضد سوريا ولا ندري غدا" ضد من سيوجه؟! وعلينا أن نتذكر المثل القائل : أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض.
وبخاصة أننا في عالمنا العربي نعيش حالة يرثى لها بسبب غياب المؤسسية والتفرد بالسلطة وعدم تداولها.
عاش زعماء عشرات السنين ولم يورثوا المؤسسية فلما غادروا مكرهين انكشفت البلاد والمثال الليبي في غاية الوضوح.
ولما كنا بصدد الحديث عن " قيصر " فإن استنكارنا لهذا القانون يدعوننا لتدارك ما يمكن تداركه فالأوطان أبقى من حكامها ، ولا نقبل تدمير البلاد من أجل بقاء حاكم أيا" كان لسبب واضح وهو أن الحكام يغادرون مهما طال حكمهم لأنها سنة الله " وتلك الأيام نداولها بين الناس" وكلنا يقول : لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.
لم يصدر ترمب قانون قيصر شفقة على الشعب السوري بل لأطماع ولتجبر واستخفاف بنا لأننا في وضع مهين . فالذين اعتادوا على مص دماء الشعوب غير مؤهلين للحديث عن حقوق الإنسان.
إن الذين طلبوا قانون قيصر هم السبب وهم الذين قدموا المبرر ، لأنهم يعرفون أن ترمب لا يمكن أن يصدر قانون قيصر ضد الكيان الغاصب المستخف بحقوق البشر والحجر والشجر والمقدسات.
وما دمنا ندرك ذلك فعلينا أن لا نقدم لهم ما يتذرعون به . إن قيمة الحاكم بشعبه وحبهم له ووقوفهم معه عن قناعة لا عن نفاق ولا عن تزلف ولا عن طمع.