قرأنا وشاهدنا واستمعنا إلى مئات المقالات والإدراجات واشرطة الفيديو، لعدد كبير من «العلماء والخبراء» والاطباء والمشعوذين الذين زعموا أنهم وجدوا علاجا لفيروس كورونا -19 المستجد.
حتى ان الرئيس الامريكي ابو العِقارات، الذي يعتقد أن هذا الفيروس كائن حي، طرح عقارا سماه باسمه !!
واستمعنا إلى خطابات في بعض حسينيات اخوتنا الشيعة وبعض مساجد السنة في عدة دول، تزعم أن الوباء غير موجود وأن التباعد واغلاق المساجد انما هو مؤامرة ضد الإسلام.
لا بل ان بعض الخطباء دعوا الناس إلى صلاة الجمعة في ساحات المدارس. وزادوا بأن طالبوا المصلين برص الصفوف وسد الفُرَج.
علما انه تجري حاليا بحوث على أكثر من 150 عقارا، لاختبار إمكانية استخدامها ضد فيروس كورونا.
وعلما أيضا أن من يتوصل الى عقار مضاد للفيروس سيحصل على جائزة نوبل في الطب وهي ارفع جائزة طبية في العالم وفوقها مليون دولار.
وسيحصل على مئات ملايين الدولارات من شركات الأدوية التي تشتري براءة الاختراع من صاحبه فتنتج العقار وتطرحه للبيع في كل دول العالم.
ثمة من شكك انطلاقا من نظرية المؤامرة، وتجرأ بأن زعم أن الموضوع لعبة وصراع بين القوى الاقتصادية والتجارية والعسكرية الكبرى في العالم وأن اميركا صنّعت الفيروس.
ثم لما اجتاح الفيروس اميركا بقسوة مفرطة، زعموا أن الصين هي مختبر الشر الذي أنتج هذا الوباء.
وشككوا في نزاهة ومصداقية منظمة الصحة العالمية، فزعموا انها قادت حملة تضليل واسعة من أجل إيهام البشرية بوجود فيروس كورونا -19. رغم أن الوباء اصاب حتى الساعة اكثر من 10 ملايين انسان. وحصد اكثر من 500 الف حياة إنسان. مع تعافي اكثر من 5 ملايين مصاب على امتداد الكرة الأرضية.
الجميل في المسألة ان العلماء الافذاذ من عدة اقطار، الذين ياكلون ويشربون وينامون في المختبرات، بين القرود والفئران، لم يلتفتوا إلى البكش والخزعبلات. ولم يقبلوا نظرية المؤامرة. فلو فعلوا لبقينا رهائن لهذا الوباء المنفلت على البشرية.
سيتوصل العلماء إلى الترياق. وسيحتفي العالم بأبنائه الابطال الذين انقذوه من أخطر الاوبئة التي مرت على البشرية.
وستكر مسبحة مزاعم جماعة نظرية المؤامرة وسيعلنون النصر على من عاداهم ولم يستجب لنظرياتهم التي يستحضرونها في كل مناسبة وكارثة وجائحة، ويقيّمون بها احداث العالم، أمس واليوم وغدا.
(الدستور)