يقولون إن شجرة التين (روحها قوية) تنبت على الصخر وترتوي بما تيسر من ماء وغير متكلفة أو متطلبة في حياتها، في المقابل معطاءة تطعم وتشبع.
لا أعرف لِمَ تذكرت شجرة التين وأنا أتصفح مجلة اللويبدة (جديد) صديقي باسم سكجها، أهو باسم الإنسان أم المبدع أم كلاهما معاً؟!.. ربما لا أملك العزل بينهما، فهو يشبه تلك الشجرة الطيبة وغيرها الكثير من الأشياء الجميلة في هذه الدنيا.
ربما كانت مجلة اللويبدة فرصة لأتصفح صداقتي مع باسم على امتداد 19 عاماً ربما بدأت قبل ذلك؛ من طرفي على الأقل؛ حيث كنت في بدايات عملي في الرأي عام 1984، وأنا الجديد القادم إلى عالم لم أخبره من قبل، مندهش من كل شيء، حتى من أسلوب تدخين البعض.
أمضيت أول سنتين أو ثلاث من عملي؛ أسمع وأراقب المشهد من حولي، وقلما كنت أتحدث خوفاً من الوقوع بالخطأ.. كان من حولي زملاء كثر أحببت البعض ولم أحب البعض بصمت، إلا أن شخصاً واحداً تمنيت مصادقته؛ كان باسم، ذاك الشاب المبتسم على الدوام، المتأنق، والذي يسافر أيضاً كثيراً قياساً ببقية الزملاء، (والسفر آنذاك بالنسبة لي حلمٌ مصحوبٌ برهبة ركوب الطائرة)، والأهم من كل ذلك يعد صفحة كان اسمها (المفكرة) تُعنى بأهل الفن.
أكاد لا أتذكر كيف بدأت صداقتي مع باسم؛ ربما حين بدأت العمل الصحفي الحقيقي حيث كان يعلمني تقنية كتابة القصة الصحفية التي طالما كان من المميزين بكتابتها، لكن بداية تلك الصداقة تحوم حول تلك الفترة.
وجاءت آخر خبر بطبعتها الأولى (الأسبوعية) حيث كان ما زال يعمل في الرأي محرراً في القسم العربي والدولي، لتأخذ الرفقة مع باسم منحى جديداً، ومعها دخلت إلى عالم باسم الجميل مأسوراً إليه بكل شيء، يدهشني كل يوم بشدة حبه للحياة وجَلده على نوائبها وكرمه وطيبته، وانكساره أمام الأصدقاء.
لا أعرف لِمَ عرجت على ذلك البوح تجاه باسم، ولكن -على ما يبدو- لا يمكن الانفكاك عند الحديث عن أي إبداع لباسم من صوت وصورة و آخر خبر الأسبوعية واليومية والمسائية وانتهاءً ب اللويبدة ، دون الحديث عن باسم سكجها، فباسم أبٌ لكلهن، وفيهن بعضٌ من باسم، أو باسم كله، بشغفه وجنونه وحبه وهلوساته.
اعتدنا على أن يفاجئنا ويفرحنا باسم بما هو جديد، لكن فرحي في اللويبدة له طعم آخر، لأن في اللويبدة سر الحياة (...) إبراهيم باسم سكجها.