العرموطي تكتب: لنُساند الملك كما سانده الكونغرس
خولة العرموطي
28-06-2020 12:31 AM
أذكُر دوماً إعجابي بقيادة السيدة نانسي بيلوسي لمجلس النواب الأمريكي وأتابعها في إطار تمنياتي لقيادة نسائية قوية في مجلس نوابنا قريباً. تابعتها أكثر وهي تظهر مدى اهتمامها بالأردن، ومدى احترامها لدور جلالة الملك وتحركاته الأخيرة مع الكونغرس بغرفتيه والبرلمانات الغربية، والتي آتت ثماراً طيبة عبر ضغط كبير وواضح من قبل البرلمانيين الغرب المباشر على الحكومة الإسرائيلية وعلى حكومات بلادهم لرفض ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن للسيادة الإسرائيلية.
بأمانة جعلتني المواقف الغربية المساندة لجلالة الملك أشعر بالغيرة، خصوصا وانا اعرف انها جميعاً جاءت بتأثير واضح من دبلوماسيتنا الحثيثة، وعقَدتُ كثيراً من المقارنات بين موقفنا البرلماني وموقف البرلمانات الغربية التي وقّع أعضاؤها عرائض كثيرة ضد الضم وأرسلوها للحكومة الإسرائيلية، وشكلوا ضغطاً على حكوماتهم وصلت للتلويح بالعقوبات ضد اسرائيل.
الملف الأهم اليوم على طاولات مؤسسات الدولة، هو ملف ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن، وسيظل ساخنا وقد يزداد تأجّجاً في الفترة المقبلة، وهذا ملفٌّ يظهر فيه جلالة الملك كخط الدفاع الأول عن مصالحنا جميعاً، بينما يغيب حراك متماسك من السياسيين الحاليين والسابقين وتغيب السلطتان التنفيذية والتشريعية إلا من مواقف فردية لا نقلل من قدرها، ولكنها تحتاج المزيد من التماسك والتنسيق لتظهر حقيقة الموقف المحلي الملتف خلف القيادة، وهذه بالعادة وظيفة النواب أي ممثلي الشعب.
لأكون أوضح، فأنا لا أزايد على أحد ونعلم أن كل المسؤولين أخذتهم جائحة كورونا على غفلة، حيث لم يكن العالم كله مستعداً لمثل هذه الأزمة، ولكن الجائحة كشفت ضمن ما كشفته أيضاً عن غياب موقفٍ مؤثرٍ وصلب ومنظّم ممن هم دون الدبلوماسية التي يقودها جلالته، يتجاوز المسيرات والبيانات، وهذا مؤسف فعلا.
نحن اليوم نتابع الكثير من انباء تحضيرات الهيئة المستقلة للانتخاب وبورصة الأسماء المرشحة لرئاسة الوزراء، ويتولّد لدينا شعور بأن انتخابات المجلس التاسع عشر قد تكون قريبة جداً، في حين يصر البعض على أن ذلك يجب أن يتأجل وينتظر، وبالحالتين نعلم جميعاً أن الأمر متروك لجلالة الملك وأنه من يملك الرؤية للاختيار الأفضل.
في المقابل، يتضح للأسف غياب نخبة سياسية قوية في ملف بهذه الأهمية، وهو موقف يحتاج لاستدراك من وجهة نظري لئلا يتعزز تشكيك الشارع بقدرات بعض ممثليه، خصوصا مع وجود ملفات إضافية تتسابق علينا وكلها صعبة.
أرى لذلك أن علينا جميعا ان ندعم موقف الملك بمبادرات مدروسة وجماعية تشكل ضغطا حقيقيا على الإسرائيليين أما الاكتفاء بالبيانات والادانات قد يكون وقته فات.