مساحة التفاؤل في المشهد الاردني الداخلي
فيصل تايه
27-06-2020 12:21 PM
من حقنا ان نعيش حياة فضلى من غير خوف او وجل ، ومن حقنا أن تطمئن على مصير ابنائنا ومستقبلهم ومصير هذا البلد الذي نخافة من التجاذبات الاقليمية والدولية والتحديات الاقتصادية والإجتماعية ، ولهذا نتمنى أن يدرك الجميع ضرورة أن نخرج نحو مرحلة جديدة تخدم تطلعات الناس وتصون البلد من مآلات اية معوقات او اي عبث او اي تشظيات تلك هي أمنية بحجم البلد طولاً وعرضاً .
نريد ان تتسع مساحة التفاؤل ، لأننا نقرأ تفاصيل المعادلة وندرك كيف يفكر البعض دون استثناء ، وما الذي يمكن أن تؤول إليه الأوضاع خاصة الاقصادية منها - لا قدر الله - وبالتأكيد فإن اي وجه ليس جميلاً وإنسانياً كما نظن أو كما يظن البعض ممن يرون أن التحدي غير قابل للمواجهة ، والحقيقة أن ثمة أشياء غير واضحة ومن الصعب إدراكها بسهولة ، وكل ما نرجوه ونتمناه أن يكون أبناء الاردن الشرفاء هم الأحرص والأكثر مسؤولية تجاه مجمل الاهاصات المرافقة للمرحلة ، ولا شيء سوى حب الاردن يمكن أن يمنع تصرفات الطيش وأنانية العيش عند بعض المسودة وجهوههم والموبوءة عقولهم .
ان الذين بوسعهم المساعدة في إخراج البلد من أزمته الاقتصادية هم اصحاب رؤوس الاموال المكدسة ، والذين لم نرى منهم الا التذمر أو محاولات التملص ، وطالما كان هؤلاء سبباً في قضايا وإشكالات كانت أخطر ما يواجه البلد ، والأوضاع لا تتحمل المزيد من التخاذل والتخلي عن واجباتهم الوطنية ومن أجل مصالحهم ومآلاتهم النفعية ، لذلك نتمنى أن يبدأ هؤلاء في مراجعة مواقفهم ، فهم يدركون سلفاً أن الوطنية ليست بالأنساب ، ولا بالأحساب ، ولا بالسلالات ، ولا بالولاءات العشائرية أو النعرات العصبوية..؟!
في هذه المرحلة "مرحلة ما بعد كورونا" بالذات يجب ان نبتعد عن سموم اي فكر ظلامي يعبر عن مخرجات الجاهلين ، الذين يسوقون للافكار السقيمة الملوثة بالتحريض ضد امننا الاجتماعي واستقرارنا ، مستغلين الازمة الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا وما تبعها من تجاذبات ومآلات ، اضافة الى تهديدات نتنياهو بضم اجزاء من الضفة الغربية وغور الاردن بدعم ومساندة الادارة الامريكية ، كل تلك الظروف مجتمعة جعلت العملاء ممن يقفون في الخندق المقابل للوطن التسويق والتروّج لأفكارهم البغيضة ليُذاع صيتها ويدوّي صوتها لتسري سمومها إلى العقول بالتأجيج وزرع الشحناء والبغضاء والحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد ، فنحن ندرك ان تمسك الاردنيين وتلاحمهم أكبر قوة بين أيديهم ، فالكل في سفينة واحدة ، والمطلوب من الجميع الاصطفاف والتماسك والتلاحم خاصة في ظل المرحلة القادمة ، وعلى كل الشرفاء الأوفياء ان يقفوا بجهودهم ضد هؤلاء المكشوفين حفاظاً على بيتنا الكبير الذي هو ملاذنا دائماً في السرّاء والضراء وحين البأس ، لذا لا داعي للمزايدات والمماحكات والمشاحنات خاصة عند المتمصلحين الذين فقدوا مصالحهم ، وأصبح هدفهم واضحاً وضوح الشمس وهو عرقلة مخرجات امننا وأماننا وإعاقة مسارنا التنموي ، وإفشال مشروع المواطنة االحقة ، وما يلقّاها إلا الذين صبروا.. وما يلقاها إلا ذو حظٍ عظيم..!!.
في هذا الوقت بالذات لا يوجد وقت للتشاؤم ، ولا بد من العمل السريع والاستماع الجيد للأراء المطروحة المختلفة ولكل من يقدم المساعدة خاصة ، حيث بات أكثر وضوحا أهمية تكاتف الجميع في مواجهة كل المعضلات المشتركة وهذا بدوره يسهم في تصميم سياسات وطنية بناءة تستوعب تعظيم المصلحة الوطنية ، مع ضرورة مواصلة العمل معا للاستجابة لكل التحديات وإعادة البناء من أجل التنمية الاقتصادية الشاملة ، اضافة إلى أهمية وجود رؤية مشتركة للتعاون على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ، خاصة ما بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية والمجتمع المدني ، اضافة الى ضرورة تبني استراتيجية جديدة للتواصل مع المؤسسات الدولية وشركاء التنمية تحدد أطر التعاون المستقبلي بين الاردن وشركائه فى التنمية خاصة فيما يتعلق بالاهتمام بالمشروعات القائمة من أجل ايجاد قوة دافعة حتى لا تؤدي كل الجهود الى اغفال تحقيق الاهداف ، اضافة الى ضرورة تبني استراتيجية فاعلة لصياغة الخطاب الاعلامي الاستراتيجي ، بما يضمن التعريف بجهود الاردن التنموية على المستوى الوطني والدولي .
اعتقد اننا بحاجة ال مساحة من التفاؤل خاصة فيما سبق وذكرته وبالتحديد مع شركاء التنمية، ما يساعد على دفع الاقتصاد الاردني للأمام وفي قطاعات ذات أولوية للحكومة والاتجاه نحو مشروعات التحول الرقمي وهذا يتطلب بالفعل أهمية ايجاد الشراكات الحقيقية بين القطاعين العام والخاص للمساعدة على تحديد الفجوات القائمة خاصة بعد أزمة فيروس كورونا، وتقديم الدعم عبر القطاعات المتعددة .
بقي ان اقول ان التنمية الشاملة المستدامة لضمان النمو الاقتصادي والرعاية الاجتماعية تقع في مقدمة أولويات جلالة الملك عبدالله الثاني ، التي تستمد منها التفاؤل حيث تنطلق رؤية جلالته لإحداث التنمية الاقتصادية والإجتماعية الشاملة والمستدامة من تبنّي مَواطن القوة في المجتمع، على أساس الالتزام بالقيم، والبناء على الإنجازات، والسعي نحو الفرص المتاحة، لأن تحقيق التنمية الشاملة وبناء اقتصاد قوي يعتمدان على الموارد البشرية، المتسلحة بالعلم والتدريب، والتي ستمكّن من تجاوز التحديات والمعيقات بهمّة وعزيمة وبالعمل الجاد المخلص لتحقيق الطموحات .
وبذلك فاننا لن تسمح لأي كان ومهما كان ، التشكيك بالإنجازات او العبث بالمقدرات والمكتسبات ، ومن يتحفظ على شئ فهو شريك به ، وعليه فوراً كشف ادعائه بالمستور لديه وتقديمه وبكل اثباتاته وبيناته إلى الجهات المخولة بالتحقق من ذلك ولا مجال للمساومة فيما يتعلق بكل ما يهدد أمن الوطن والمواطن ، ما يتطلب ان نقف اليوم جميعاً صفاً واحداً لاستعادة حقوق الوطن والمواطن كاملة ، وتعرية الفساد والفاسدين وغرس قيم الديمقراطية الحقة بالعمل الجاد وبكل قوة بعيدا عن الاسترضاء والمداراه ، لذلك نتمنى من الجميع ضرورة الايمان بالتغيير والتطور والتحول والتجدد ضمن قاعدة المواطنة المتساوية دون تمييز أو استثناء احد ، مع ضرورة عدم الاذعان أو الاستسلام لأصحاب الأصوات العالية ممن يحاولون استغلال الظرف من اجل تمرير اجندتهم ، والذين يحاولون إعادة إنتاج انفسهم مع كل متغير .
والله ولي التوفيق.