ملك لن تَنْحني قامتهُ لغير الله
يوسف عبدالله محمود
27-06-2020 10:18 AM
إنما الحق الذي ماتوا له حَقّنا نمشي إليه أين كانا بشار الخوري
وفيّاً لإرثه الهاشمي سيبقى. لا يُساوم عليه رغم المغريات التي يحاول أصحابها ثَنْيه بها عن مواقفه الوطنية الثابتة. عنفوانه لا يهتز. سامِق هذا العنفوان. الملك عبدالله الثاني هو الرقم الصعب الذي لا يستطيع كائن من كان أن يتجاوزه. شعبه إلى جانبه يدعمه رغم المشككين الذين لهم مآرب أخرى شخصية.
بإصرار يرفض التفاوض حول تراب الوطن. هو من المحرّمات التي سبق لوالده جلالة المغفور له الحسين- رحمه الله – أن رفضها لأن المبادئ فوق كل اعتبار. هو يعلم أن التضحية كبيرة وأن الضغوطات عليه ستستمر ليغير موقفه، لكنه الصّامد الأشَمّ. القضية الفلسطينية موضع اهتمامه.
كما تُؤَرِّقه. فلسطين والأردن كشقّي المقص لا ينفصلان. تَوْأمان هما.
لن ينحني هذا الوطن لأحد. ملك هامته لن تنحني لغير الله. عَفَّ الرِّداء سيظلّ.
وهنا أناشد الحكومات العربية بقادتها ومسؤوليها ألا تترك هذا البلد العربي وحيداً في وجه العاصفة. دعمه هو دعم للتضامن العربي الذي مع الأسف بات مشلولاً أو شبه مشلول.
التضامن بالتصريحات لا يجدي إن لم تسانده الأفعال.
في الماضي وَلَدى كل أزمة حاقت بهذا البلد العربي أو ذاك كانت القيادة الأردنية سبّاقة إلى تفريج هذه الأزمة. وفيّة بقيمها وتراثها.
الأردن اليوم تُمارسُ عليه ضغوط خارجية للإنحناء والرضوخ لما تريده إسرائيل المحتلة. بعنفوان ما بعده عنفوان يواجه هذه الضغوط والتحديات ملك يرى أن التكامل الاقتصادي والاجتماعي هو القادر على معالجة مشكلات التخلّف في الوطن العربي.
هو مؤمن أن التضافر والتآزر العربيين قادران على حلّ مشكلات كثيرة لن يستطيع القطر الواحد حلّها منفرداً. حقيقة يجب أن تُستوعب عربياً.
فليكن معلوماً أن يداً واحدة لا تُصفّق!
لا تفرطوا أيها العرب بالتضامن العربي.
الملك عبدالله الثاني يؤمن بأن ترسيخ القيم الديمقراطية هو القادر على وضع حدّ للفساد.
وعليه فحين تغدو كلمة الحاكم أي حاكم هي القانون المطلق دون اعتبار لمشورة شعبه فإن الديمقراطية تغدو مجرد ديكور أو شقشقة لسان.
في حلّه وترحاله يحمل معه هموم شعبه وأمته العربية والإسلامية. هذه الهموم هي شغله الشاعل.
إنه يعلم أن هناك مَعاول من التدمير تعمل في البنية العربية علانيةً وخِفية.
ثمة من يحاولون بمعاولهم تدمير هذه البنية خدمة لِمحتل غاصب.
الملك عبدالله الثاني يؤمن بأن أية تسويات لقضايا الشرق الأوسط لن تبلغ مستوى السلام الحقيقي ما لم تحظَ بِرِضى شعوب هذه المنطقة.
وكما يرى فإن الأزمات القومية التي تمر بها هذه الأمة لا يمكن حلّها إلا بمهاجمة مُسبّباتها.
فهل نفعل كعرب؟ هل نحرص على الأوطان حرصنا على "التنفُّس" كما يقول إميل حبيبي.