تتطلب قيادة تنفيذ استراتيجية الإبداع والإبتكار شخصاً محترفاً مؤهلاً قادراً على رفع قدرات فريق العمل ، وأن يكون صاحب نظرة بعيدة عصياً على التحديات وأكثر تحملاً لها من مرؤوسيه ، قادراً على النهوض بكل معطيات القوة الحقيقية ، ويفترض به تعزيز منظومة قيم قطاع الأعمال لدى العاملين بالوفاء والحماسة واحترام عملهم ، والتفوق فيه من خلال إحساس الجميع بسمو الرسالة ومنظومة القيم والهدف المشترك.


ويفترض في قيادة منظومة الإبداع والإبتكار تحمل مسؤولية اختيار خلفاً له وتهيئته لهذا الموقع من خلال ابتعاثه للخارج ليدرس أساليب الإدارة وفنونها في المراكز المختصة لتعزيز تأهيله وتنمية إحساسه بسمو الرسالة ونظرية القيم والهدف المشترك ، ثم ليصبح مسؤولاً قادراً على ملئ الفراغ بكفاءة واقتدار.

وهذا التوجه الإحلالي في القيادة يعتبر مفخرة للقائد الملهم لأن نجاح المؤسسة بعد مغادرته يعتبر نجاحاً فريداً ومصدر فخر واعتزار له ، أما الفشل فسيحسب عليه.


ويحدد " جاك ويلش " في كتابه طريقة الفوز ، عناصر الكفاءة القيادية بميزات خمس هي : الطاقة التي تفجر طاقة الآخرين ، اكتشاف التفوق الذي يعني التفوق بينها وبين الآخرين، القدرة على التنفيذ والإنجاز للمهمة ، والحماسة في العمل ويعتبرها أهم العناصر المذكورة .
ويستعرض " تشانج ياتشين" نائب الرئيس العالمي لمايكروسوفت ، خصائص القادة الأكفاء بشركته ، من خلال دراسة علمية ، ليصل إلى قواسم مشتركة بينهم ، تمثلت في حب الإستطلاع الشديد ، القدرة على تبسيط وتجريد المشكلة ، القدرة على الحكم الصائب والثقة بالنفس. ويحذر في الوقت نفسه من ثلاثة أنواع من العاملين في الشركة وهم :
السلبيون الذين ينظرون إلى كل الأمور نظرة سلبية ، ويعتبرهم قدوة سلبية عدواها خطيرة ويجب الإستغناء عنهم فوراً ، والنوع الثاني هم ذوي الوجهين ممن يلعبون على الحبلين ، وهذا النوع أيضاً يجب إخراجه من الشركة بأسرع وقت ممكن ، والنوع الثالث هو الذي ينظر إلى الحياة بسخرية وتهكم لايهمه نجاح الشركة أو فشلها ، وهو أيضاً يجب الإستغناء عن خدماته بسرعة مهما كان ذكاؤه أو فصاحته أو قدرته على التعامل ، وجميع هؤلاء لايجوز التسامح معهم مطلقاً.


أما الإدارة أثناء عملية الإبتكار عند " ياتشين " ، وهي الأهم بنظرنا في إطار تنفيذ استراتيجيات الإبداع والإبتكار الذاتي ، فيجملها في معادلات رئيسية ثلاث هي : وجود أكثر المتخصصين ذكاءاً ويعتبرهم مثل الوقود النووي ، شريطة تهيئة الظروف المناسبة لهم ليقوموا بأدوارهم ، ويعني ذلك بناء ثقافة وتصميم آلة وتهيئة مناخ ، والمعادلة الثانية التشجيع على الإبتكار والتساهل مع الفشل لمرحلة ما ، والمعادلة الثالثة والأخيرة ، خلق صيغة من التعاون لكل الأوساط الأكاديمية ومراكز البحث والقطاعات الرسمية والشركات.

أما قيادة التغيير في عملية الإبداع والإبتكار الذاتي ، فتتطلب القدرة على اتخاذ القرارات ، ووضع وتنفيذ الاستراتيجيات والخطط العملية التنفيذية ، مع الاحتفاظ بثقة عالية في المستقبل ونقلها لجميع العاملين والمستثمرين والمستهلكين ، كما تحتاج القيادة في الظروف غير المواتية إلى حمل رسالة لإعادة النهوض بالإقتصاد والتغلب على الصعوبات ، ومواصلة التنمية والتطوير بصلابة وتفاؤل ، وتركيز رصين على التغيرات الجذرية بعيدة المدى .