أردن جديد .. بالإبداع والإبتكار الذاتي ( 2 / 5 )
د. صالح السعد
23-06-2020 02:05 PM
استراتيجية الإبداع والإبتكار : سنركز في طرحنا على استراتيجية الإبداع والإبتكار كونها الخطوة الرئيسية في عملية الإبتكار، كما أنها ترسم خارطة طريق واضحة لتحديد المسيرة والأهداف منذ انطلاق الفكرة الأولى .
يتطلب الإبتكار خطوات مختلفة كثيرة ، تبدأ جميعها بالخطوة المحورية الأولى ، وهي وضع وتصميم استراتيجية ، والخطوة الثانية هي تحويل الأفكار والتكنولوجيا إلى منتجات وبحوث علمية ، ومن ثم تطوير المنتجات وترويجها في الأسواق المحلية والخارجية، وأهم خطوة في هذه المعادلة أن تكون المنتجات من أهداف المستهلك الرئيسية ، أي أنها تلبي رغباته واحتياجاته من حيث الجودة والسعر والإدامة والخدمة ، وبمعنى آخر ابتكار السوق ودخوله بقوة كمحور رئيسي في الاستراتيجية ، مع مراعاة ديمومة البحث والتطوير والاكتشاف دون انقطاع.
يفترض في معدي الاستراتيجية مراعاة أبعاد كثيرة حاضرة ومستقبلية عند وضع الاستراتيجية ، ومنها معرفة توجهات التطور في كل قطاع سواء زراعي أو صناعي أو تكنولوجي أو تعليمي أو خدماتي ، واتجاهاته وفرص الحضور في السوق وقائمة المنافسين الحاليين والمحتملين ، أخذاً بعين الاعتبار تحديد مرتكزات ونقاط الضعف والقوة الآنية والمستقبلية المحتملة.
إن من أهم العوامل التي يجب مراعاتها عند وضع الاستراتيجية ، المعطيات التالية :
- إجراء التعديل الدائم والمستمر للاستراتيجية وفق أحدث المستجدات والمتغيرات الوطنية والدولية في مجال كل قطاع ، فمثلاً ، هناك سياسة عمل عند "مايكروسوفت " أن تجري تعديلاً استراتيجياً كبيراً كل خمس سنوات ومنذ أواسط سبعينيات القرن الماضي.
- تحديد أهداف الاستراتيجية ومجالاتها ومقوماتها وآليات تنفيذها وتقييمها ، لكل قطاع وفق أطر زمنية محددة ، وحذار من الطموحات الكبيرة لتحقيق الأهداف كاملة منذ الانطلاقة الأولى .
- اختيار خبراء وكفاءات فنية مبدعة ومبتكرة ، وقيادات تنفيذية لإعداد الاستراتيجيات وخططها المرحلية ، قادرة على مواكبة التخطيط والبحث والتطوير ، ومتابعة التنفيذ أولاً بأول .
- رصد الموارد المالية اللازمة للمراحل الأولى أو للخطة المرحلية الأولى لكل قطاع ، وعدم جعل الموارد المالية الباهضة حجر عثرة في طريق التنفيذ . فمثلاً يقول " مايون " رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة مجموعة " علي بابا" ( أن سبب ارتكاب معظم مقيمي المشروعات الكثير من الأخطاء ليس الافتقار إلى الأموال، بل إن السبب عكس ذلك تماماً،
هو امتلاك أموال أكثر من اللازم ، نفهم أننا إذا كنا لانمتلك المال لانرتكب خطأً كبيراً ، لكن إذا امتلكنا أموالاً كثيرة ، فمن المحتمل أن نرتكب أخطاءًا خطيرة ) .
- أن لانبحث عن نجاحات مستعجلة وآنية والربح الفوري ، وأن ننبذ الإحباط واليأس في حالة عدم تحقيق كامل الأهداف ، لأن التنفيذ والتقييم العملي ينقلنا إلى تعزيز القدرات وتصويب الأخطاء ومعالجتها .
- إعداد خطة مرحلية تنفيذية مدتها ثلاث سنوات ، تجدد بصورة دورية ، تكون مترافقة جنباً إلى جنب مع استراتيجية كل قطاع ، حتى نضمن التنفيذ المستمر والنجاح لكل استراتيجية وخططها المرحلية .
- متابعة تنفيذ كل خطة مرحلية وبرامج عملها السنوية ، بحيث يجري إعداد تقرير سنوي عن الإنجازات والإيجابيات والسلبيات والثغرات وأسبابها وسبل تجاوزها ، من خلال عرض التقرير على لجنة خبراء متخصصة ، وهكذا في كل سنة من سنوات كل خطة .
- يعقد اجتماع للجنة الخبراء في نهاية مدة الخطة الأولى لتقييمها خلال السنوات الثلاث ، ووضع خطة مرحلية ثانية ، وهكذا .
- يفضل أن يكون هناك استراتيجية وطنية للإبداع والإبتكار الذاتي ، شاملة لجميع القطاعات ، يراعى في إعدادها العوامل التي أشرنا إليها . وبموازاة ذلك يتم إعداد استراتيجية ذاتية إبداعية ابتكارية لكل قطاع ، مع خطة مرحلية تنفيذية لاستراتيجية كل قطاع ، يتم متابعة تنفيذها وتقييمها أولاً بأول وفق سنوات كل خطة .