في العادة تمتاز كثير من المجتمعات بانماط سلوك واتجاهات متعددة تتشابة مع الطريقة ومسلك الحياة وطريقة التفكير لابناء ذلك المجتمع وبما يساعد على ايجاد نوع من التناغم والالتقاء ما بين افراد هذا المجتمع والذي يساعد على تحقيق اهدافه ، ولهذا نرى الالتقاء ما بين افراد المجتمع السوي ضمن اعمارهم ومستوى تعليمهم وافكارهم الخاصة بهم ومنهج حياتهم وكذلك المستوى الاقتصادي وحتى نوع الجنس كرجل او امرأه وكذلك الحال بالنسبة للمجتمع غير السوي والمنحرف الذين يرتكبون الجريمة ومن هنا يظهر التوافق والالتقاء ما بين افراد هذه المجتمعات حتى يحقق افرادها الاشباع الذي يريده من انضمامه الى الجماعة التي يرغب بالتعامل معها ولذا جاءت المثل ليقول ( الطيور على اشكالها تقع ) .
وما ساقني لهذه المقدمة هو ما يظهر في مجتمعنا من سلوكيات تظهر اثناء التعامل ما بين بعض افراد المجتمع في المناسبات والافراح والاتراح وغيرها فبعد السلام والتحية والقبلات الحارة يتمنى كل واحد للاخر ويقول له ( عقبال ما تصبح وزيراً ) ، ولا ادري ما الذي دفع بافراد مجتمعنا ان يصبح جزءاً من ثقافته ان يتمنى له مثل هذه الامنية وبالرغم من انها تشكل طموحاً مشروعاً لمن اراد ان يتقلد مثل هذه المناصب واستغرب لماذا لم يتمنى له ان يصبح اميناً عاماً او مديراً عاماً او محافظاً او غيرها من الدرجات العليا .
وما ينطوي على الاستنتاجات بالتوقع لزيد من الناس ان يصبح وزيراً هل جاء من خلال قراءة استطلاعية للخصائص والصفات التي يتمتع بها الشخص الذي نتمنى له ان يصبح وزيراً سواء كانت اكاديمية وعلمية او اقتصادية او اجتماعية او قبلية او حزبية او ديموغرافية او مزايا اخرى جعلت افراد المجتمع يفكرون من خلالها ان هذا الشخص لا بد ان يصبح وزيراً في يوم من الايام او للمتغيرات السياسية بالتغييرات المستمرة والدائمة بالتشكيلات الحكومية وما يرافقها من تغيير او تعديل .
وان عملية التبادل بالتهاني بهذه الطريقة قد جعلت الكثير من الاشخاص يظن واهماً انه سيصبح وزيراً وبالتالي تاتي الايحاءات والايماءات الجسدية لدية اثناء التعامل مع الاخرين في اللقاءات العامة والمناسبات تنطوي على تصرفات وسلوكيات تذهب بنفس الاتجاه وانه لا بد ان يجلس في صدر المجلس وان يحاط بهالة خاصة في الحديث والحوار وان تكون له الاولوية بذلك حتى في شرب القهوة او اكل المنسف او صحن الكنافة في الافراح او اكل التمر في الاتراح ونتمنى من الله التوفيق لكل طامح وطامع وعقبال ما يصبح وزيراً .
bsakarneh@yahoo.com