التوجيهي وأسباب النزول بشعبية الحكومة
د.مهند مبيضين
13-02-2010 11:52 AM
الحكومة ترحب بالنقد وتعددية الآراء الذي يثري مسيرتنا الوطنية.." هذا كلام لوزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف يوم الخميس الماضي في دائرة الجمارك العامة حول مدونة قواعد السلوك لعلاقة الحكومة مع وسائل الإعلام.
يوم الأربعاء الماضي خرجت تصريحات الوزير الشريف للإعلام قائلا فيها إن الحكومة:" لن تنجر إلى معارك جانبية هدفها صرف الحكومة عن مسيرة الإصلاح التي تنتهجها، وإن الحكومة مطالبة بوقف سياسة الاسترضاء لذلك لن تقوم باسترضاء أي كان، من أجل علاج الهجمات أو الكتابات غير المنصفة، والحكومة تعترف بالأخطاء عندما تقع ومثال ذلك موضوعا الزراعة والتوجيهي فالأهم من الخطأ هو كيف تعالج الخطأ..".
الوزير الشريف كان حاضرا أيضا في المؤتمر الصحافي الذي جمع وزراء التربية والعدل والاتصالات بعد مشكلة التوجيهي، وأداؤه كان في غاية التهذيب، كون الوزير خبيرا عليما بأمور الاتصال!! لكن بعد ذلك تشنج الوزير والحكومة معه، وصار اهتمامهما التأكيد على ان استقالة وزير التربية غير مطروحة، علما بأن هذا آخر ما يفكر به الشعب، فبعض الوزراء لا يعرف الناس للآن بوجودهم لأنهم ليسوا وزراء خدمات مباشرة، أو لأنهم جدد بالنسبة لأهالي القويرة او الموقر او الدفيانة او الشجرة.
مصطلحات خطاب الوزير الممثل للحكومة مثل: "معركة جانبية" "استرضاء" "هجمات غير منصفة"، تحتاج لتأمل! فالحكومة مسؤولة، ومن هو في الحكم عليه أن يعرف بأن مصائر الخلق والعباد ليست محل اجتهاد ورأي شخصي وكل أمر عام معروض للنقاش.
وإذا كان الوزير يرد على الحرية والنقد، باتهام كل من ينتقد بأنه خسر مكاسب ومنافع وأن الحكومة لن تمارس الاسترضاء، فهذا لا يبدو واردا إلا في عقلية الحكومة، وكان على الوزير شكر الإعلام والصحافة لأنهما عبرا عن لسان الناس تجاه قضية مصيرية، والاستمرار في ذلك النمط من الرد الحكومي سيكون من أسباب نزول شعبيتها وتدنيها قبل انقضاء المائة يوم الأولى.
الغريب أن الوزير يعتبر النقد هجوماً مبيتاً وفي يوم تال يطالب بالحرية ويحاول استصدار شهادة براءة للحكومة من التضييق على الحرية، وما يجب أن يعرفه الوزير أن الناس والكتاب في هذا البلد يحترمون ويحتملون ويقدرون تحديات الدولة والحكومة، لكن ليس من الحكمة الاستهتار بهم وتوجيه الاتهام جزافا.
المهم والأهم أن الأردنيين مواطنون يعرفون معنى المؤسسات، ويقدرون أي إجراء يحترم عقولهم ومشاعرهم، وللآن لم يكن التعبير من قبل المتضررين إلا مناسبا لحجم الضرر الذي تلقته أسرهم وفلذات أكبادهم، والأردنيون ليسوا غوغاء يهيمون على رأي عابر، لكنهم في ذات الوقت حادّو الذكاء، يعرفون من هو المتخبط ومن هو المرتبك ومن هو الصادق والمغلوب على أمره.
أخيراً فإن أي حكومة غير محصنة من الخطأ، لكن الأهم احترام مواطنة الناس، واحترام انجاز التربية والتعليم الأردني.
الغد