كم من سعادةٍ بُتِرَتْ لذَّتُها بِيَدِ الخَوفِ خشيةَ أمرٍ قَدْ لا يحدثُ، حتى بِاتَتْ رهنًا لأصفادِه..!
وكم من وَهمٍ ظنَنَّاهُ حقيقةً، وهوَ في الحقيقةِ لم يكنْ..!
كم من لوحةٍ رسمناها بتوَقُعاتٍ خائبةٍ ممزوجةٍ بسهادِ السهر، لكنّها لم تكتبْ لَنا..!
وكم من نَزفٍ أدْمَانا؛ فكانَ اختبارًا خلّفَ آلامًا وآهاتٍ باكيةً، داوَتْها سِمفونيّةُ الفرحِ..!
نقعُ أرضًا وننهضُ بقوةٍ أكبر، تصقلُنا الصدماتُ بصبرٍ معدنيٍّ، قد يهتزُ عرشَ الثقَةِ بالنَّفسِّ جرّاء أمرٍ ما وهو في ذاتِهِ مَن يستفزُنا للثباتِ
والبرهانِ بأنَّنا نستحقُ أنْ نكونْ، وإذا ما شعرْنا بالموتِ واقترابهِ حتى تشبَّثنا بالحياةِ نُشيِّدُ جسرًا مدعَّمًا بنبضِ العودةِ..!
هكذا نحنُ البشرُ مهما كنّا غَرْقَى في سَديمِ العتمةِ نبحثُ عن قاربِ النجاةِ سنجدُ مُزقَةَ الخيطِ الألِقِ الذي لَطالَما مررناهُ ظنًّا منّا أنَّهُ لمْ يكنْ أكثرَ من سرابٍ بينَما هو جماليَّةُ الحقيقَةِ.
ومع كلِّ ذلكَ ستَبقى السعادةُ شَهيَّةً مُشتهاة، مثيرةً للفرحِ والغزلِ حتى لو بُتِرَتْ وباتَ الوصولُ إلى ختامِها حُلُمًا. وسيكونُ الوَهمُ طالَما رافَقَتهُ مَعاني الجمالِ المُنعِشِ، أمّا اللوحاتُ سَيَصعُبُ التَّغاضي عن عَبقِها فيما نحنُ فيهُ وما سَنمضي إليهِ!