حتى الآن تسير خطة وزيرة السياحة والأثار مجد شويكة في السياحة الداخلية على ما يرام، وأظنها ستفوق التوقعات. تتوقع شويكة أن يتضاعف رواد برنامج أردننا جنة من 80 ألف مستفيد العام الماضي إلى 160 ألف، وأظنه سيتجاوز هذا الرقم بكثير في داخل البرنامج وخارجه، فها هي العقبة مزدحمة ووادي رم كذلك وهناك تقاطر على مواقع سياحية أخرى في عجلون وجرش.
ربما كان التركيز على السياحة الخارجية هو السبب في بقاء الداخلية متدنية، لكن رب ضارة نافعة وهي أن توقف السياحة الوافدة أنعش الداخلية خلافا للمتوقع وفي الحسابات تتساوى المكاسب من السياحة الوافدة مع الوفر الذي يتحقق من السياحة المحلية.
هناك عائلات تتعرف على العقبة لأول مرة وأخرى لم تزرها لأكثر من عشر سنوات وهو ما ينطبق على بقية المواقع السياحية التي يجب أن تفتح فورا وبلا تردد.
عيوب السياحة المحلية هي إختفاء سياحة الترفيه وهي التي يطلبها ويجدها السائح الأردني في الخارج رغم أنه يتحفظ على وجودها في الداخل عندما يخطط لدرجة أن إقامة مهرجان فني تثير أصحاب الأصوات العالية، لكن لا بأس فهذه فرصة يتعرف بها الأردني الذي اعتاد على السياحة في أوروبا وآسيا وغيرها متأففا من الخدمات والمرافق على ما يجذب السائح الأوروبي والأسيوي إلى بلده.
التركيز في المرحلة الراهنة يجب أن يظل على السياحة المحلية وبانتظار الفرج في سياحة المؤتمرات والعناية الطبية، ,وفي الأخيرة فإن اللمسات النهائية قد وضعت لإستئنافها بقوة مستفيدة من النجاح الطبي في تطويق جائحة كورونا.
وكلاء السياحة ممن اعتادوا على دفع مئات الألاف من الأردنيين للسياحة الخارجية عليهم أن يمنحوا مساحة للترويج للسياحة المحلية فتنشيط السياحة لا يقع على كاهل وزارة السياحة أو هيئة تنشيطها وحدهما، فهناك شركات الطيران وجمعيات الفنادق ووسائط النقل السياحي والمستشفيات وعليهم أن يسهموا في ذلك.
صحيح أن السياحة هي تسويق البلد جماليا وسياسياً وثقافياً في الخارج لكنها أيضا تعزيز لمكانة البلد وإمكاناتها ومرافقها في عيون أبنائه ما يستحق التفاخر به وأذكر هنا أن الملك عبدالله الثاني كان أول من فعل هذا عندما قاد فريق العمل لإنتاج فيلم توثيقي في وادي رم وجباله والبترا والعقبة والبحر الميت ووادي الموجب، انتجته محطة ديسكفري الأميركية في حزيران عام 2002 وظهر فيه جلالته دليلا سياحيا استثنائيا لتعريف الرأي العام العالمي بالأردن.
الرأي