لن تتخيل مصير البشرية بعد يوم واحد من اختفاء جميع الفيروسات
20-06-2020 03:20 PM
عمون - تشكلت صورة ذهنية سلبية لدى الأغلبية العظمى من المتابعين، خصوصا في ظل انتشار وباء كورونا والجائحة التي يشهدها الكوكب، والتغطية الإعلامية الكثيفة والتحذيرات المتوالية من الفيروسات التاجية على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، أن جميع أنواع الفيروسات هي "شر مطلق" يجب القضاء عليه.
وبالرغم من التحذيرات الكثيرة واليومية عن مخاطر الفيروسات وضرورة ارتداء الكمامات وتطبيق التباعد الاجتماعي وغيرها من النصائح، إلا أن لدى العلماء نظرة أخرى عن هذه المخلوقات الصغيرة.
أكد عالم الوبائيات في جامعة ويسكونسين ماديسون، توني غولدبرغ، أنه في حالة اختفاء جميع الفيروسات من الوجود، "سينعم العالم بحياة رائعة لنحو يوم ونصف، وبعدها سنموت جميعا"، لأنها تؤدي أدوارا تفوق بكثير الضرر الناتج عنها.
وبحسب "بي بي سي" فإن غالبية الفيروسات لا تشكل تهديدا للبشر، على العكس، يسهم الكثير منها في دعم النظام البيئي والحفاظ على صحة الكائنات والنباتات وحتى البشر.
وتركز أغلب الدراسات والأبحاث عن الفيروسات التي تسبب أمراضا للبشر، لذلك لا نسمع الكثير من المعلومات حول الفيروسات المفيدة والتي لها دور كبير في استمرار الحياة على الكوكب.
وبحسب عالمة فيروسات بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة، فإن مصير البشسرية سيكون الفناء في حال اختفاء الفيروسات، لأننا نعيش في "توازن بيئي محكم"، وتمثل الفيروسات جزءا من هذا التوازن.
بالرغم من تصنيف آلاف الأنواع من الفيروسات في العالم، لكن حتى اللحظة، لا يستطيع أحد معرفة عدد الفيروسات في الأرض، لأن العلماء يركزون على دراسة مسببات الأمراض دون غيرها.
الفيروسات تدعم النظام البيئي
تلعب بعض الفيروسات والتي يطلق علها اسم "الفيروسات الملتهمة" دورا مهما في تنظيم المجتمعات البكتيرية في المحيطات، وإذا اختفت هذه الفيروسات قد تتضاعف أعداد البكتيريا في بعض المجتمعات البكتيرية إلى حد الانفجار. وقد تتوقف جماعات حيوية عن النمو بسبب هيمنة جماعات أخرى.
تساهم بإنتاج نصف الأكسجين على الكوكب
تنتج الجراثيم نحو نصف الأكسجين على كوكب الأرض، بمساعدة الفيروسات، حيث تقتل الفيروسات نحو 20% من جميع الجراثيم ونحو 50% من البكتيريا في المحيطات يوميا، ما يوفر الكثير من الغذاء للعوالق المنتجة للأكسجين لإنتاج كميات كبيرة منه عبر عملية التمثيل الضوئي، وبذلك تدعم الحياة على الأرض.
تساهم في توازن الأنواع
لاحظ باحثون وعلماء مختصون في الآفات الحشرية أن الفيروسات تسهم في تحديد أعداد الأنواع. فإذا ازدادت أعداد نوع محدد بشكل كبير، يأتي الفيروس ويبيد أفراده. وتعتبر هذه العملية جزء طبيعي من الأنظمة البيئية، وتحدث للكثير من الأنواع، بما فيها البشر عند ظهور الجائحة.
مصدرا للبقاء
تساهم الكثير من الفيروسات في بقاء الكائنات الحية من خلال إكسابها ميزات تنافسية أمام الأنواع الأخرى، حيث تساهم الفيروسات لدى الكثير من الحيوانات كالأبقار، في تحويل السليولوز من العشب إلى سكر، الذي يتحول في النهاية في جسمها عبر عملية التمثيل الغذائي إلى اللبن أو كتلة الجسم، بالإضافة إلى ذلك تسهم الفيروسات في الحفاظ على تركيبة بكتيريا الأمعاء في أجسام البشر والحيوانات.
سبوتنيك