صناعتنا الوطنية وضرورة التطور
د. محمد حسين بريك
20-06-2020 12:11 PM
استخدم احدى المنتجات الوطنية في حياتي اليومية من احدى المصانع الاردنية منذ ما يقرب من عشر سنوات، وللامانة المنتج يباع بسعر معقول وذو جودة ممتازة. قبل ايام لاحظت ان المنتج به عيب فني فما كان مني الا ان اتصلت بالشركة المنتجة، وبالفعل توصلت للشخص المعني عن الجودة وشرحت له المشكلة الفنية التي لاحظتها على المنتج. طلب مني المسؤول المعني رقم هاتفي وعنوان سكني وفي اليوم التالي تواصل معي احدهم واحضر لي عبوة جديدة من المنتج واخذ التي بها العيب.
اتصالي بالشركة لم يكن بهدف الحصول على عبوة جديدة من المنتج والذي ثمنه لا يتجاوز خمسة دنانير. الهدف من الاتصال كان لفت انتباه الشركة للعيب الفني حرصا مني على المنتج الوطني وجودته وتخيلوا لو اننا صدرنا من هذا المنتج كمية لدولة من دول الجوار على سبيل المثال، كم ستكون كلفة استرجاع المنتج الذي به عيب فني واستبداله باخر وربما ان تودي مثل هذه المشكلة الى فقدان ثقة المستهلك وبالتالي فقدان ذلك السوق.
الشخص الذي زارني من الشركة سلمني العبوة الجديدة على مدخل البناية التي اسكن بها ثم غادر، هذا الشخص وصل الى مكان سكني بباص نقل مشترك خاص (باص هونداي) وبرفقة اثنين من زملائه. كنت اتنمى على ادارة الشركة ان ترسل شخص مختص بالتسويق لا ان ترسل احد العمال، ليس هذا فقط بل كنت اتمنى ايضا ان يصلني هذا الشخص مرتديا زيا خاصا بالشركة وبواسطة سيارة تحمل شعار الشركة. ثم بعد ذلك كنت اتنمى ان يدخل هذا الشخص الى بيتي للقيام بواجب الضيافة اولا وثم لتبادل اطراف الحديث حول الموضوع.
كان من الممكن لمندوب الشركة ان يحدثني عن الشركة وتاريخها، وعن مجموعة المنتجات التي تنتجها، وعن حصتها من السوق المحلي في مجال تخصصها، وعن خططها المستقبلية. كان من الممكن ايضا ان يحدثني عن عدد العمال وعن نسبة الاردنيين منهم وعن دورها في المسؤولية المجتمعية. وكان من الممكن له ان يستمع مني عن ملاحظاتي (كمستهالك) على اداء الشركة وعن ما اطلبه من الشركة كي اتحول لشراء منتجات اخرى مما تنتجه الشركة وعما اتنمى من الشركة ان تنتجه كي اتوقف عن شراء مثيله المستورد.
الاخطاء الفنية تقع في كل المصانع العالمية بدليل ان كثير من هذه الشركات تسحب منتجاتها من الاسواق العالمية بسبب هذه الاخطاء، ولذلك تولي هذه المصانع عناية خاصة بما يعرف بقسم البحث والتطوير وهذا ما يجب ان تهتم به صناعاتنا الوطنية، فأي نشاط صناعي كان ام تجاري اذا لم يحتوي على قسم فاعل للبحث والتطوير فمن المؤكد انه لن يكون من الانشطة المتميزة. في زمن الاعتماد على الذات كما يتمنى جلالة الملك يجب على شركاتنا الوطنية ان تطور اسلوب عملها لزيادة حصتها من السوق المحلي اولا و زيادة فرصها في التصدير ثانيا. ما تمنيته من الشركة من شأنه ان يزيد من ثقة المستهلك و لا يرتب على الشركة اية اعباء مالية.