في يوم إحتفال العالم بالأب، يقف الإنسان احتراماً لأبيه الذي تعب وشقى لأجل تأمين حياة كريمة له، فالأب كلمة تحمل في طياتها كل معاني الإخلاص والايثار والتضحية، فالأب بالنسبة لأسرته هو المعيل والسند والقدوة. وإذ تمر المجتمعات البشرية بأزمة كبيرة تتمثل بأزمة كورونا، يقف الأب مصدا قويا أمام هذا الوباء لحماية أسرته من أي ضرر قد يلحق بها، فثقل المسئولية قد تضاعفت عليه، لأن الصعوبات المعيشية ازدادت بعد إجراءات الحظر التي فرضت على العديد من القطاعات، فتأثر القطاع الاقتصادي في عموم دول العالم، وأصبح الهم مضاعف على عاتق الآباء.
فتوفير المتطلبات المعيشية اليومية للأسر، باتت الهم الأكبر لمعظم الآباء، فكيف باب يكابد في الليل والنهار لرعاية أسرته وصونها من أي انزلاق بسبب ضيق الحال كانعكاس للحياة الاقتصادية التي تفاقمت وتصاعدت بسبب كورونا، فالمجتمع معرض للانهيار إذا ما تشتت أفراده وسلكوا درب الانحراف لظروف اجتماعية واقتصادية قاهرة، يأتي دور الأب في حماية المجتمع من آفة انحراف أفراده عن جادة الصواب، فيساهم بطريقة أو بأخرى في تقويم اعوجاج أفراده وإصلاح حالهم. إذن الأب هو المصد الأول في وجه أي عواصف قد تدمر المجتمع وتاذن بخراب الدول.
فسنام الحياة ودعامتها هو وجود إنسان متفان، يؤثر غيره على نفسه، مستعد لتقديم الغالي والنفيس لأجل رسم بسمة على وجه فلذة كبده، فنراه الفارس والعامل والطبيب والقائد والجندي والشهيد.
أما في وطننا الغالي فنرى الأب قد سطر ملاحم وقصص بطولية لا يمكن إنكارها، كتبت بماء الذهب، فالرجال العظام عظام بأفعالهم ومواقفهم الشجاعة والوطنية، فتاريخنا الاردني حافل بأسماء حفرت في ذاكرة الأجيال، لن يمحوها شئ، لأنها باقية شامخة كالجبال.
كل التحية والتقدير لكل أب يعمل ويكافح لأجل ترفع أبناءه عن سؤال الغير، لا يكترث بالألم والهم الذي يأتيه من البشر، يتحمل الأذى ويتجرع الآلام والحزن من الحياة وقساوة ساكنيها، يضحي بصحته وراحته وتفكيره، ليرى أبنائه في أحسن حال، نجاحهم من نجاحه وسعادتهم من سعادته....ذلك هو الأب.