التعلم الإلكتروني ليس هدفاً إنه طريق إلى نهاية تعليمية
أ.د. عاهد الوهادنة
18-06-2020 11:58 PM
كما هو معروف، ففي محاولة للحد من انتشار جائحة COVID-19، أغلقت عدة دول في جميع أنحاء العالم المؤسسات التعليمية مؤقتاً. واثرت عمليات الإغلاق الوطنية هذه على أكثر من ثمانين في المئة من الطلبة في جميع أنحاء العالم. وللتغلب على ذلك، لم تجد الجامعات أي حل سوى التدريس عن بعد وهو أحد أدوات التعلم الالكتروني. اذ يوفر التعلم عن بعد فرص التعلم في الظروف التي يواجه فيها التعليم التقليدي صعوبة في الممارسة.
بشكلٍ عام، لدى مؤسسات التعليم العالي العديد من المهام في قائمة أولوياتها. ويُعد التعلم الإلكتروني من بينها - ولكنه لا يمثل أعلى أولوية في القائمة. وهذا يتجلى بشكل واضح في كليات العلوم التطبيقية، والتي تركز على التدريس والعمل في المشاريع والتجارب في المجموعات الدراسية الصغيرة. لذا يجب اتباع خطوات استراتيجية لتحسين هذا الوضع بهدف تعزيز التعلم الإلكتروني بعد اعادة تقييم الوضع الأكاديمي الحالي بهدف تغييره.
يوجد حالياً وحتى قبل الجائحة ممارسات للتعليم المدمج حيث يتم الجمع بين التدريس في الحرم الجامعي وعناصر التعلم عبر الإنترنت، ولكن دون أي مخطط أو خطة استراتيجية على مستوى الجامعة: اذ يستخدم بعض المدرسين عناصر التعلم الإلكتروني في التدريس العادي، والبعض الآخر لا يفعل ذلك. والمدرسون الذين يستخدمون عناصر التعلم الإلكتروني يفعلون ذلك بطرق مختلفة عن بعضها البعض. قد يجسد استخدام مقاطع الفيديو عبر الإنترنت هذا الوضع: اذ يقوم بعض المحاضرين بإنشاء مقاطع الفيديو الخاصة بهم، ووضعها على خادم الوسائط بالجامعة أو موقع YouTube. في حين لا يستخدم عدد كبير من المحاضرين مقاطع الفيديو على الإطلاق. وينطبق الشيء نفسه على استخدام السيناريوهات التعليمية: اذ يقوم بعض المحاضرين بتجربة طرق جديدة مثل الفصول المعكوسة Flipped classroom، في حين يواصل المحاضرون الآخرون محاضراتهم التقليدية.
يجب على كل جامعة اقتراح نموذج لدمج التعلم الإلكتروني في عمليات التعلم والتعليم. على أن يتضمن هذا النموذج السياسات، والبعد التكنولوجي والتعليمي، والأبعاد المالية والتنظيمية، وأخيراً البعد الاجتماعي والثقافي. ويجب أن تتضمن كذلك استراتيجية التعلم الإلكتروني سبب استخدام التعلم الإلكتروني، وأهدافه. يُعد التصميم التعليمي الفعال لمشاريع التعلم الإلكتروني أمراً أساسياً لنجاحها. يمكن للتعلم الإلكتروني أن يضيف قيمة إلى نماذج التعلم التقليدية، مثل تحسين عملية التعلم، والوصول بشكل أفضل إلى مصادر التعلم، أو تحسين فعالية التكلفة. من المرجح أن تنجح برامج التعلم الإلكتروني إذا تم منح اعضاء الهيئة التدريسية الوقت الكافي لانجاز المطلوب ويحصلون على دعم لعملهم أيضاً. لذا، يجب أن تتمحور الإستراتيجية المؤسسية على أن التعلم الإلكتروني جزء مهم من الكفاءة الوظيفية، والتأكد من أنه لا يولد عبء عمل غير ضروري. للأسف هذا ليس هو الحال في كثير من الأحيان.
يرى بعض خبراء التعلم الإلكتروني، عند مناقشة الاختبارات والتقييمات عبر الإنترنت، عدم إجراء الاختبارات في المنزل مطلقاً لأن فرص الغش والمشكلات القانونية المستقبلية كبيرة للغاية. ومع ذلك، يمكن إجراء اختبارات إلكترونية في المنزل في حالتين حيث: تأخذ الحالة الأولى شكل امتحانات شفوية عبر رابط فيديو: وبالتالي تتضاءل فرص الغش في الامتحان الشفوي، وبالتالي لا يحدث فرق كبير إذا كان الاختبار يتم عبر الإنترنت، أو في قاعة محاضرات داخل الحرم الجامعي. إلى جانب ذلك، يمكن أن يكون خيار اختبار الفيديو أكثر فائدة لأنه يمكن حفظ جلسة الفيديو بأكملها وإعادة تشغيلها لاحقاً لأغراض التحقق من النتائج حال اعتراض الطالب. الحالة الثانية هي تقييمات مكتوبة تأخذ شكل مقال صغير أو أجزاء أخرى من إجابات النص الحر. والسبب أنه يتم إجراء اختبار عبر الإنترنت في ظل قيود زمنية صارمة، لذلك من الصعب جداً الغش في الردود النصية الحرة، حتى في المنزل. يعرف المدرسون طلابهم جيداً بما يكفي حتى يتمكنوا من تخمين ما إذا كان الطالب نفسه، أو أي شخص آخر، قد كتب مقالًا أو وظيفة مشروع بحثي بالاضافة لوجود تطبيقات الكترونية للتحقق من اصالة النصوص، مع اقتراح أن لا تُشكل علامة هذا النوع من الامتحانات نسب مرتفعة من مجموع علامة كل مساق.
التعلم الإلكتروني ليس هدفا في حد ذاته:
التعلم الإلكتروني في حد ذاته ليس هدفا، إنه طريق إلى نهاية تعليمية. لا يزال عدد من عمليات التدريس والتعلم تُنفذ مع قيمة تعليمية قليلة جداً: على سبيل المثال، يتم تقديم بعض الدروس التفاعلية عبر الإنترنت دون هدف تعليمي محدد وبطريقة ميكانيكية - تكون النتيجة غير فعالة ومملة تماماً. اليوم أيضاً، في قاعات المحاضرات، لا يزال يتم تدريس الكثير من المواد تقليدياً في الوقت الذي تبرز فيه الحاجة لمقاربات واقعية. أخيراً، سواء كنت تستخدم محاضرة في الموقع، أو مقاطع فيديو متعددة الوسائط، أو أي شيء آخر، فلا يهم - طالما أن طلابك قادرون على تحقيق أهداف التعلم المطلوبة بطريقة فعالة. غالباً ما تنتج الجامعة مقاطع فيديو ترويجية يتم نشرها بعد ذلك عبر YouTube وترتبط مقاطع الفيديو هذه بشكل عام بمعدلات نقر منخفضة، وبالتالي فإن فعاليتها من حيث التكلفة ضعيفة. في حين ينشر بعض المحاضرين الجامعيين محاضراتهم عبر موقع يوتيوب. وفي كثير من الأحيان تحصل مقاطع الفيديو هذه للمحاضرات على نقرات أكثر صلة وبالتالي تغطية أكثر فعالية. إذن، يُمكن أن نستنتج أن نشر مقاطع الفيديو للمحاضرات هي طريقة أفضل بكثير للترويج للجامعة من نشر مقاطع الفيديو الترويجية. باختصار، يوفر الإنترنت إمكانيات جديدة–يجب قبولها وممارستها بدلاً من القيام بالأشياء بالطريقة القديمة، على الرغم من أنها ستؤدي إلى بعض التحولات الثقافية الهامة، مثل اعتماد استراتيجية المحتوى المفتوح.
ما الذي يمكن أن يفعله قطاع التعليم العالي والجامعات عالمياً للاستعداد للعام الدراسي ٢٠٢٠-٢٠٢١
ويبرز سؤال مهم ما الذي يمكن أن يفعله قطاع التعليم العالي والجامعات عالمياً للاستعداد للعام الدراسي ٢٠٢٠-٢٠٢١؟ وما هي أهم الأولويات: لعل أهم الأولويات هو البحث عن بدائل إلكترونيّة للتدريس والتقييم والامتحانات والخروج عن النمطية في ذلك وتطوير التدريس حسب المفاهيم الحديثة مما يجعل الطالب محورها (محور هذا المقال) وحوسبة كافة الاجراءات الاكاديمية والادارية والمالية. اذ يوفّر التعليم عبر الإنترنت فرصة لخفض التكاليف والوصول إلى عدد أكبر من الطلاب، خاصةً أولئك الذين قد لا يتمكّنون لسببٍ أو لآخر من الحضور للحرم الجامعي. كما أنّ التعليم عبر الإنترنت قد يصبح مصدر دخل جديد للجامعات من خلال توفير الفرصة لاستقطاب طلبة وافدين وحتى محليين من الذين لا تمكنهم ظروفهم من الالتحاق بدوام كلي. عدد كبير من الجامعات في العالم هي جامعات تدريسية في المقام الاول وبحثية في المقام الثاني. وعليه فعلى الجامعات أن تتبنى وتمارس الطرق الحديثة في التدريس وتستخدم التكنولوجيا المتطورة لتحقيق هذا الهدف (مع العلم أن هناك عددا من الجامعات تمارس افضل طرق التدريس واحدثها). فنموذج التدريس التقليدي يعتبر عضو الهيئة التدريسية موزعا Dispenser للمعلومات، والطالب مستقبل سلبي Passive Receiver للمعلومات، والامتحان هو الطريقة الوحيدة للتأكد من المعلومات التي حصلها الطالب. في حين فان النموذج الحديث للتدريس يُعرف المدرس على انه مصمم المادة الدراسية Course designer ومدير العملية التعليمية Manager برمتها او Facilitator. ولم تعد اداة ادارة العملية التدريسية القاعة الصفية والامتحان النهائي فقط. اذ تتضمن الطريقة الحديثة للتدريس ست خطوات Instructional Activity Sequence يقع خلالها جزء كبير من التعلم على الطالب وقدراته وجهده في البحث والاستقصاء. لقد تحول التعليم لتعلم يتضمن المفاهيم الحديثة التالية المتداخلة الى حدٍ كبير والضرورية لاكتمال العملية التدريسية والتي على الجامعات كافة ان تتبناها مثل: تدريس المجموعات الصغيرة والتعلم النشط والتفكير النقدي والتعلم المبني على حل المسائل والتعلم المدمج والصف المقلوب او المعكوس ومشاركة الاقران في التعليم. ويُسهِل تفعيل هذه المفاهيم استخدام االاجهزة الحديثة في التدريس داخل قاعة الصف مثل Clickers (Classroom Response Systems) وغيرها. ويجب ان تُبنى الخطط والبرامج على: اهداف تعليمية واضحة للبرنامج ونتاجات تعلم ومؤشرات اداء. ويجب ان لايقتصر التقييم على الامتحان فقط. علينا أن نخرج من مفهوم تقليدي يتضمن: امتحان أول من 30 علامة وامتحان ثان من 30 علامة وامتحان نهائي من 40 علامة (أو أي توزيع علامات مشابه) الى مفهوم البحث في التدريس من خلال الابحاث والواجبات وقياس المهارات بحيث يكون الطالب proactive وهو احد الامور التي تساعد الطلبة للجاهزية لسوق العمل. وعليه فعلى الجامعات توفير البنية التحتية المتعددة لذلك وتقديم التكنولوجيا المساعدة للطالب والمدرس والموظف وتوفير ورشات للطلبة والمدرسين والموظفين على اساليب ومنصات التعلم عن بعد وغيرها من ممارسات التعلم الالكتروني والإجراءات الإدارية المؤتمتة كُلٌ حسب اختصاصه وحاجته.
إنشاء قناة جامعية تلفزيونية للتدريس
وحان الوقت لدخول المحاضرات والمختبرات الافتراضية ذات المستوى المرتفع في الجامعات كافة بالاضافة للواجبات والتقييمات الكترونياً. بل ويمكن لكل جامعة أو مجموعة جامعات انشاء قناة تلفزيونية للتدريس عن بعد حال عدم تمكن بعض الطلبة غير المقتدرين على توفير الانترنت في بيوتهم أو حتى كبديل في حال عدم توفر الانترنت على مستوى البلد لظرفٍ ما، ويمكن ان تعتبر هذه المحطة استثماراً بعائد مالي للجامعات. وهو مقترح تقدمنا به عام 2008 لوزارة التربية والتعليم ضمن اعمال اللجنة الملكية لتطوير التعليم العام.
كيف ستغير جائحة COVID-19 مستقبل التعليم والتعلم:
والسؤال الاخر عالمياً كيف ستغير جائحة COVID-19 مستقبل التعليم والتعلم؟ تتطلب الإجابة عن هذا السؤال أن نعترف أولاً ببعض الحقائق الصعبة. في هذه المرحلة، لا نعلم ما اذا سيتسبب COVID-19 في إغلاق عدد من الكليات والجامعات أو دمجها. وستكون أكثر المؤسسات ضعفاً في مواجهة تداعيات الجائحة تلك المؤسسات التي تعتمد على الرسوم الدراسية بشكل رئيس. بالنسبة للغالبية العظمى من الكليات والجامعات التي ستستمر، من المرجح أن يشهد معظمها انخفاضاً في الإيرادات وزيادة في التكاليف. نأمل أن تعطي الجامعات الأولوية للمحافظة على العاملين فيها عند تخفيض الميزانيات. لقد تعلمنا من ركود عام 2008 أن الاعتماد على عمليات التسريح من العمل لتخفيض ميزانيات الجامعة هي أسرع طريقة لقتل الابتكار والمعنويات. ومع ذلك، فإن مستقبل التعليم العالي الذي سيقدمه لنا COVID-19، ليس كئيباً تماماً. إذ يمكننا أن نلمح بعض أسباب التفاؤل. ولا يوجد أي مكان بمستقبل التعليم العالي لما بعد COVID-19 بمستوى إيجابي أو مثير للاهتمام كما هو الحال في مجال التدريس والتعلم. سلطت كثير من المقالات العالمية الضوء على ثلاثة تنبؤات حول التدريس عن بُعد في مرحلة ما بعد الوباء وهي:
أولاً: سيزداد التعلم المدمج بشكل كبير
تُعد برامج التعلم عبر الإنترنت عالية الجودة عمليات ذات مدخلات عالية، وتتطلب وقتاً لتطويرها واستثمارات كبيرة للتشغيل. يشعر الكثير منا بالقلق من أن يؤدي التحول السريع إلى التعلم عن بعد إلى تشويه سمعة التعليم عبر الإنترنت. وهذا لا يعني، مع ذلك، أن الانتقال الذي يتطلبه COVID-19 إلى التدريس عن بعد سيكون سيئاً بالنسبة لتعلم الطلبة. بل يتوقع أن تتأتى أكبر الفوائد المستقبلية للتدريس الافتراضي بعد عودة أساتذتنا وطلابنا إلى صفوفهم العادية. ستؤدي ضرورة التدريس والتعلم باستخدام الأنظمة غير المتزامنة (Canvas و Blackboard و D2L) والمنصات المتزامنة (Zoom) إلى تحقيق فوائد كبيرة عندما يتم وضع هذه الأساليب خلال التدريس وجهاً لوجه. سوف نعود من COVID-19 مع فهم مشترك على نطاق أوسع بكثير مما سبق، بأن الأدوات الرقمية مكملة وليست بدائل للتعلم المباشر وجاذبيته وهذا ما استخلصته شخصياً من خلال التدريس عن بعد ضمن مشروع استمر لاربع سنوات ومن خلال حضوري لورشة عمل في بريطانيا حول التعلم الالكتروني عام 2013. تضمنت هذه الورشة أيضاً ممارسة عملية لاجهزة «افتراضية» تكون بديلا للتدريب المخبري التقليدي في التخصصات الطبية تحديداً. التجربة التي مارسها اعضاء الهيئة التدريسية خلال COVID-19 في نقل المحتوى عبر الإنترنت مفيدة عند العودة للوضع الطبيعي للتدريس داخل قاعات المحاضرات وجهاً لوجه، بحيث يتم استخدام وقت المحاضرة الثمين بشكل أكثر إنتاجية للمناقشة والممارسة الموجهة.
ثانياً: التعليم عبر الإنترنت سيكون أولوية استراتيجية في كل مؤسسة
عدد قليل جداً من الكليات والجامعات لم تفعل شيئًا على الإطلاق مع التعليم عبر الإنترنت قبل COVID-19. ولقد كان هناك تباين كبير في الدرجة التي كان فيها التعليم عبر الإنترنت محورياً في التخطيط الاستراتيجي للمؤسسة التعليمية. في المستقبل القريب سيتغير كل هذا بعد COVID-19، سوف يُدرك الجميع أن التعليم عبر الإنترنت ليس فقط مصدراً محتملاً للإيرادات الجديدة. بل، سيتم الاعتراف بالتعليم عبر الإنترنت على أنه أساسي لخطة كل تخصص مما يعكس مرونة مؤسسية ويعزز الاستمرارية الأكاديمية. سيغير هذا الفهم الجديد كيفية تخطيط الجامعات للتعليم عبر الإنترنت وإدارتها وتمويلها. لقد مضت الأيام التي يُعتبر فيها التعلم عن بعد فردياً في كلية ما دون الاخرى أو مدرس دون الاخر. إن التعلم الالكتروني سيتحول من مفهوم لا مركزي لمفهوم مركزي، ويخضع للتخطيط والتنفيذ المؤسسي عبر الحرم الجامعي ككل، وسيتم دمج إدارة التعلم عبر الإنترنت في الهياكل والعمليات الأكاديمية القائمة وتعزيز دور القائم منها.
ثالثاً: سيتم إعادة التفكير في شراكات الجامعات مع القطاع الخاص الحالية والمحتملة
هناك شبه إجماع أنه إذا كان هناك شيء واحد كبير قد علمتنا إياه COVID-19، فهو أنه من الخطأ الاستعانة كلياً بمصادر خارجية لبناء القدرات التعليمية والفنية. التعليم والتعلم من القدرات الأساسية لكل مؤسسة للتعليم العالي ويجب بناؤها داخلياً وبكوادر الجامعات نفسها. الجامعات التي استثمرت في الموارد البشرية في تصميم وتنفيذ التعلم الالكتروني الخاصة بها، من خلال توظيف مصممين تعليميين وإعادة تنظيم وحدات التعلم في الحرم الجامعي وتحويلها إلى وحدات متكاملة، كانت اكثر قدرة نسبياً على إدارة الانتقال بكفاءة الى التعلم عن بُعد خلال COVID-19. ونعتقد أن الجامعات التي اعتمدت على مزودين خارجيين لإدارة وتشغيل البرامج عبر الإنترنت قد واجهت صعوبة في إجراء هذا الانتقال. (ولكن من الإنصاف، نحتاج لبحث حقيقي لدعم هذه الفرضية أو نقضها). بمعنى أنه على الجامعات استحداث منصات وبرمجيات للتعليم عن بعد دون الحاجة لمنصات وتطبيقات جاهزة قد يسهل اختراقها أيضاً. ومن المفيد أن نرى نموذجا تتحالف فيه الجامعات في تحقيق ذلك. هذا لا يعني أنه في المستقبل ستتوقف الجامعات، أو ينبغي أن تتوقف، عن الشراكة مع مصادر خارجية، بل من المرجح أن يزداد حجم وكثافة شراكات الجامعة مع هذه الشركات التي لديها خبرة في أبحاث السوق والتسويق الرقمي للبرامج عبر الإنترنت التي يمكن لعدد قليل من الجامعات، أو حتى ينبغي، محاولة النسخ المماثل.
الرأي