نصبت أميركا صواريخ اعتراضية على طول الجانب العربي من الخليج تحسباً من هجوم إيراني محتمل على منابع البترول العربي، وهو الهجوم الذي لن يقع إلا رداً على ضربة حربية لإيران من جانب إسرائيل وأميركا.
إيران اليوم في حالة دفاعية تجاه التهديدات، وهي متفرغة لبرنامجها الذري الذي يثير المخاوف الدولية، وبالتالي فإنها في حالة تحوط من ضربة جوية لمنشآتها النووية، وليست في وارد المبادرة بمهاجمة دول عربية لا تناصبها العداء، وتعلن صباح مساء اعتراضها على ضرب إيران وتعتبره كارثة.
التفسير المنطقي لنصب الصواريخ (الدفاعية) الأميركية هو أن هناك ضربة وشيكة لإيران قد تقوم بها إسرائيل بموافقة أو مشاركة أميركا، وفي هذه الحالة فمن المتوقع أن ترد إيران باستهداف جيرانها العرب بحجة أنهم حلفاء أميركا، أو لحرمان أميركا من البترول والتسبب بأزمة عالمية.
ليس سراً أن الدول العربية لا تشعر بالارتياح تجاه المشروع النووي الإيراني الذي يضعها بين قوتين نوويتين لدول ذات طموحات توسعية. ولكن ليس هناك دولة عربية واحدة تؤيد علناً ضرب المنشآت النووية الإيرانية، على الأقل خوفاً من التداعيات، وخاصة فيما يتعلق بالبترول.
تدريبات الطيارين الإسرائيليين التي تعلن عنها وسائل الإعلام، ونصب الصواريخ الأميركية في الجزيرة العربية، وتصريحات محمود أحمدي نجاد الاستفزازية، كلها مؤشرات لا تبشر بالخير.
من الحكمة الاستعداد بقدر الإمكان لهذا الاحتمال الذي لا يمكن استبعاده وإن كان من الصعوبة بمكان تقدير مخاطر الحرب ونتائجها وإمكانية التحوط لها.
في هذا المجال يعتقد المحللون العسكريون أن قدرة إيران على الرد مبالغ فيها كثيراً، تماماً كالمبالغة بقدرات العراق على رد العدوان الأميركي عام 1991، فإيران مثل العراق دولة نامية حتى لا نقول متخلفة اجتماعياً وتكنولوجياً، وتهديداتها برد صاعق لا تؤخذ مأخذ الجد.
الموقف العالمي السلبي تجاه إيران ومشروعها الذري يوفـر المناخ المناسب لقيام إسـرائيل بضربة خاطفـة، فعقيدتها العسكرية لا تسمح بتوازن الرعب.
السـؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى تظل الدول العربية تتفـرج على صراع الجبابرة مع علمها بأنهـا هي الجائزة التي يتم التناحـر بينهـم للسيطرة عليها، ومتى يبدأ سباق التسلح الذري؟.
الراي