لماذا يجب ألا تكون بطلا دائما في نظر شريكة حياتك؟
18-06-2020 05:40 PM
عمون - الاعتمادية الزوجية هي حالة لا يمكن فيها لأحد الزوجين أن يتخيل حياته من دون شريكه. وذلك بغض النظر عن الطريقة التي يعامله بها، فهو على استعداد لتحمل أي شيء للبقاء معه، لأنه يعتقد أن شريكه لن يكون قادرا على العيش من دونه، أو أنه هو نفسه سيضيع إذا انتهت العلاقة حتى إذا كان يتعرض فيها للإيذاء.. إنه نوع من الإدمان.
يوضح الكاتب جو إلفين في مقال له على موقع "ليتل مان" أن البعض ممن يعتمدون على الشريك بشكل مفرط ويشعرون بالراحة والسعادة، قد ينكرون أن هذا أمر سيئ بالنسبة لهم، لأنه غالبا ما يتم تصوير حالتهم على أنها علامات "الحب الحقيقي"، ولكن ذلك غير صحيح. فعلى الرغم من أن هذه العلاقات غير المتوازنة يمكن أن تستمر لبعض الوقت، فإنها في النهاية غير دائمة.
ويسرد المستشار الاجتماعي ديفيد إيسيل أسباب ذلك، في مقال له على موقع زواج.كوم، قائلا إن "الاعتمادية سلوك مكتسب، نشاهد تصرفات آبائنا عندما نكون أطفالا، ومع مرور السنوات، نُدخل هذه السلوكيات التي تعلمناها في علاقاتنا الخاصة".
ويضيف "الأشخاص الاعتماديون لا يعتقدون أنهم يستحقون الحب، أو يعانون من تدني احترام الذات، لذا فهم يقبلون بأقل شيء من شريكهم ويرتبطون به كثيرا وقد يقبلون الإهانات التي يتعرضون لها في بعض الأحيان".
المرأة والرجل سواء
تقول شون ميغان بيرن، الحاصلة على الدكتوراة وأستاذة علم النفس في جامعة ولاية كاليفورنيا بوليتكنيك، في مقال لها على موقع سيكولوجي توداي "عندما يفكر الناس في الاعتمادية الزائدة، غالبا ما يفكرون في المرأة. ولكن على الرغم من هذه الصورة النمطية، تجد معظم الدراسات اختلافات بسيطة أو لا توجد فروق بين الرجال والنساء في مقاييس الاعتماد المتبادل، حتى إن بعض الدراسات تجد أن الرجال يسجلون درجات أعلى في الاعتمادية من النساء".
وترجع بيرن ذلك إلى الصورة الثقافية المجتمعية حول دور الرجل والمرأة المقبولين في المجتمع. وفيما يتعلق بالمرأة، فإن الثقافة العامة تعزز لدى النساء التضحية بالنفس والاستشهاد من أجل الآخرين، فيتم تشجيع السلوكيات التقليدية الخاصة بالزوجة والأم والابنة الخاصة برعاية الآخرين، وجعل حياتهم أسهل بالقيام بالأشياء بدلا عنهم ومن أجلهم.
بالنسبة للرجال، تنشأ السلوكيات التي تجعل النساء يعتمدن عليهم من القوالب النمطية والأدوار المقبولة التي يتم تشجيع الرجال عليها، مثل الدور البطولي والشهم للرجل الحامي والمنقذ. وهو نموذج أصلي موجود في أغلب القصص والألعاب ووسائل الإعلام التي يتم تسويقها للأولاد والرجال.
تقول بيرن إنه من الجميل أن نساعد الآخرين وأن نعيش دور البطولة، ولكن ليس للدرجة التي تجعل من الآخرين أشخاصا معتمدين بشكل يضرهم أكثر مما ينفعهم.
آثار الاعتمادية الزوجية
استنادا إلى كتابها بعنوان "المساعدة المختلة.. دليل نفسي للتغلب على الاعتماد المتبادل". تقول بيرن إن الاعتمادية الزوجية تمثل أحد أنواع علاقات المساعدة المختلة، حيث تُمكن مساعدة أحد الأشخاص من ضعف الآخر، أو شعوره بعدم المسؤولية، أو عدم النضج، أو الإدمان، أو التسويف، أو سوء الصحة العقلية أو البدنية.
يفعل الطرف المساعد بذلك عن طريق القيام بأشياء كثيرة للطرف الآخر، مما يجعله غير قادر على تطوير كفاءات طبيعية تتناسب مع عمره أو قدراته الحقيقية.
كذلك، وبسبب إمكانياتهم وقدراتهم الضعيفة، تكون علاقة الأشخاص الاعتماديين بالآخرين قليلة. وهذا يجعلهم يرتبطون بشكل كبير بشريكهم لإرضاء العديد من احتياجاتهم العاطفية والنفسية.
بالنسبة لأعراض الاعتمادية المفرطة، يقول إلفين إنها تتمثل في الشعور بعدم الجدارة بشريكك وأنك لا تستحقه، والخوف والقلق كثيرا من فقدانه، رغم عدم وجود مبرر لذلك. كذلك ارتباط احترام الذات لديك برأي شريكك فيك، حيث يؤدي أي انخفاض طفيف في المودة من قبل الزوج إلى تقليل ثقتك بنفسك.
الاعتمادية المفرطة
وفقا لموقع سيكولوجي توداي وموقع زواج.كوم، فإنه يمكن التغلب على الاعتمادية الزوجية المفرطة من خلال:
تعلم حب الذات، حيث يعد هو الحل الشامل للتغلب على الاعتمادية المفرطة، فالأشخاص الذين يحبون ويحترمون أنفسهم لديهم حدود في الاعتماد على الآخرين، ولا يتجاهلون دورهم في الحياة المشتركة. قد يعاني البعض من التربية الصعبة منذ صغرهم، فيكون تعلم حب النفس أمرا صعبا، وللتغلب على ذلك يمكنك كتابة قائمة بالأشياء التي تحبها في نفسك والإنجازات التي قمت بها في حياتك حتى الآن.
ممارسة الامتنان، من خلال سرد خمسة أشياء تشعرك بالامتنان كل صباح، وخمسة إنجازات تفتخر بها كل مساء.
ممارسة التأمل، وهي ممارسة جيدة لتحسين التركيز وتهدئة القلق وتقليل التوتر الناتج عن مخاوفك المستمرة وانعدام الأمان لديك.
العمل على تغيير وتحسين مظهرك، تحديث الموضة الخاصة بك، والعناية بمظهرك يزيد من ثقتك في نفسك.
تطوير الهوايات، وأفضلها هي تلك التي يمكنك المشاركة فيها بمفردك. يمكن أن تكون بسيطة مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى، شريطة أن تجعلك راضيا عن نفسك.
دائرة العلاقات، يقع معظم الناس في الاعتماد المتبادل لأنهم يشعرون أن علاقتهم مع شريك حياتهم هي فرصتهم الوحيدة للحب. ولكن مصادر الحب متعددة من الأصدقاء والأهل والأبناء. لذا فإن العمل على توسيع دائرة العلاقات ورعايتها يساهم كثيرا في حل هذه المشكلة.
الاعتماد المتبادل أكثر شيوعا مما ندرك، إلا أنه من المهم أن نكون على دراية بآثاره الضارة. كما أن التغلب على الاعتماد المتبادل ليس بالأمر السهل، ولكنه يستحق الجهد المبذول لتأمين سعادتك على المدى الطويل.(وكالات)